تشهد الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تدهورًا متسارعًا وسط البرد القارس، وفي ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية وتفاقم الأزمات المعيشية، بحسب ما أفاد به إسلام بدر من مدينة غزة.
ميدانيًا، يتواصل إطلاق النار من قبل جيش الاحتلال على المناطق المحاذية لما يُسمى بـ"الخط الأصفر"، انطلاقًا من مواقع عسكرية إسرائيلية متقدمة داخل القطاع، حيث يُسمع دوي الرصاص بشكل متكرر، إلى جانب قصف تنفذه الطائرات الحربية وعمليات نسف واسعة النطاق.
وأكد أن الحرب لم تتوقف في تلك المناطق عمليًا، مع استمرار تدمير المباني السكنية، بالتوازي مع تحليق مكثّف لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية على علو منخفض وبصوت مرتفع في مختلف أنحاء القطاع، وليس في مناطق محددة فقط.
منازل آيلة للسقوط في غزة
وشهدت الليلة الماضية، انهيار مبنى سكني متعدد الطبقات لعائلة لبد في حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة، في حادثة تُضاف إلى سلسلة انهيارات طالت منازل أخرى خلال الأسابيع الماضية، سواء بفعل المنخفضات الجوية أو نتيجة تأثرها بالقصف الإسرائيلي السابق.
وتشير تقديرات الدفاع المدني إلى وجود مئات المنازل المصنفة على أنها آيلة للسقوط وغير صالحة للسكن، إلا أن عائلات فلسطينية لا تزال تقيم فيها اضطرارًا، في ظل انعدام البدائل، ما يعرّضها لمخاطر جسيمة.
إنسانيًا، تتفاقم الأزمة في قطاع غزة على مختلف المستويات، في ظل واقع جديد فرضته الحرب وما خلّفته من دمار واسع، إضافة إلى القيود الإسرائيلية المشددة على إدخال المساعدات الإنسانية.
وأوضح أن إسرائيل لا تسمح إلا بدخول جزء ضئيل مما يحتاجه القطاع فعليًا، حيث لا يتجاوز ما يدخل ربع الاحتياجات الأساسية، ويشمل ذلك الغذاء والدواء والملابس والمستلزمات الطبية.
وبحسب الأمم المتحدة، تراجع تصنيف المجاعة في غزة من المستوى الخامس إلى الرابع، إلا أن الفارق يبقى محدودًا، إذ لا يزال القطاع على حافة المجاعة، في ظل نقص حاد في المواد الأساسية.
وتشير المعطيات إلى وجود شبه انعدام أو انعدام كامل في مواد البناء، ومستلزمات إعادة الإعمار، وشبكات الاتصالات، والطاقة، والوقود، في وقت تفرض فيه إسرائيل قائمة طويلة من المواد المصنفة تحت بند “الاستخدام المزدوج”، وتمنع إدخالها بذريعة إمكانية استخدامها في أنشطة مقاومة.
كما تُقيّد إسرائيل إدخال مواد إضافية إلا بشروط استثنائية وتنسيقات مرتفعة التكلفة، مثل الألواح الشمسية والبطاريات وحتى إطارات السيارات، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها بشكل كبير ويضاعف الأعباء المعيشية على السكان، ويُسهم في تعميق الأزمة الإنسانية إلى مستويات يصعب احتواؤها.
ترقب لما قد تحمله الاجتماعات والاتصالات الدولية
سياسيًا، يترقب سكان قطاع غزة ما قد تحمله الأيام المقبلة، في ظل الاجتماعات والاتصالات الدولية الأخيرة، واللقاء المرتقب بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وتتجه الأنظار نحو "المرحلة الثانية" من اتفاق وقف النار، التي يعلّق عليها كثير من الفلسطينيين آمالهم، ليس فقط لوقف الحرب، بل لفتح آفاق العودة إلى منازلهم.
ويُقدَّر عدد الفلسطينيين الذين لم يتمكنوا من العودة إلى بيوتهم بنحو مليون شخص، بسبب وقوع مناطقهم خلف الخط الأصفر، وتشمل مدنًا وأحياءً كاملة مثل رفح وبيت حانون، وأجزاء واسعة من بني سهيلا وعبسان، إضافة إلى مساحات كبير
المصدر:
القدس