آخر الأخبار

نوافذ دمشق: كيف تحولت إلى منصة إخبارية أثناء الثورة السورية؟

شارك

في ليلة وصفت بـ "ليلة التحرير"، كانت دمشق تعيش في عزلة تامة، حيث انقطعت الكهرباء وخدمة الإنترنت، وتوقفت وسائل الاتصال الحديثة. في المقابل، اكتفى التلفزيون الرسمي بعرض برامج طبيعية، متجاهلاً اقتراب الثوار من مشارف العاصمة.

بينما كان العالم الخارجي يتابع الأحداث في سوريا عبر شاشات التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، كان الوضع في الداخل مختلفًا تمامًا. ففي الأزقة الضيقة والمباني الرمادية، أصبحت النوافذ هي المصدر الوحيد للأخبار، وتحولت إلى أكبر غرفة أخبار شعبية في البلاد.

يسلط تقرير الضوء على دور النوافذ في نقل الأخبار في سوريا قبل سقوط نظام بشار الأسد ووصول قوات ردع العدوان إلى العاصمة السورية.

خلف تلك النوافذ، اختبأت عيون الشهود الذين وثقوا بصمت انسحاب جنود النظام وتخليهم عن معداتهم العسكرية في الظلام.

لم تعد تلك النوافذ مجرد جزء من واجهة المدن، بل أصبحت منصات إعلان الحرية، نقاط مراقبة، وفضاءات لنشر الأخبار الحقيقية من قلب الحدث.

في ظل الانتظار والترقب، ابتكر السكان لغة مشفرة للتواصل عبر النوافذ، حيث كانت كلمة واحدة مثل "وصلوا ولا لسا" كافية لنقل المعلومات.

كان الناس يطلون من النوافذ كل بضع دقائق للتأكد من أي تطورات جديدة، ثم يعودون بسرعة خوفًا من اكتشافهم. حتى المباني المقابلة كانت تشهد عيونًا تراقب بصمت من خلف الزجاج، ترصد وتنتظر.

ظل الخوف مسيطرًا حتى وصل الخبر اليقين: دمشق تحررت. عندها، تغير المشهد تمامًا، وبدأت النوافذ التي كانت تطل بحذر تنفتح على مصراعيها، وخرجت الوجوه لتتنفس الفرح.

لم تعد النوافذ مجرد جزء من واجهة المدينة، بل تحولت إلى منصات لإعلان الحرية، ونقاط مراقبة، ومساحات لنشر الأخبار الحقيقية من قلب الحدث.

القدس المصدر: القدس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا