آخر الأخبار

تداعيات سيطرة قوات الدعم السريع على حقل هجليج النفطي على اقتصاد السودان

شارك

في تطور يغير موازين القوى، سيطرت قوات الدعم السريع على حقل هجليج النفطي في ولاية غرب كردفان، مما يثير مخاوف بشأن مستقبل الاقتصاد السوداني.

يتجاوز استهداف الحقل الأبعاد العسكرية، إذ يهدد بتقويض الموارد الاقتصادية الهامة التي يعتمد عليها الجيش في مواصلة القتال.

أعلنت قوات الدعم السريع في بيان لها، أنها سيطرت على الحقل بهدف حماية المنشآت النفطية وضمان تدفق النفط إلى جنوب السودان عبر الأراضي السودانية.

كما زعمت أنها توفر الحماية للعاملين في المنشآت النفطية لضمان استمرار العمل.

يرى مراقبون أن توقف الإنتاج في حقل هجليج يعني عمليًا خروج السودان من قائمة الدول المنتجة للنفط، مما يزيد الأزمة الاقتصادية تعقيدًا.

يُعد حقل هجليج من أكبر الحقول النفطية في السودان، ويضم بنية تحتية لنقل النفط من جنوب السودان وتصديره عبر ميناء بشائر.

قبل الحرب، كان إنتاج الحقل يبلغ حوالي 80 ألف برميل يوميًا، لكنه انخفض بسبب الأعطال الفنية ونقص التمويل.

أكد مهندس في الحقل، طلب عدم ذكر اسمه، أن الإنتاج تراجع إلى 22 ألف برميل يوميًا في الأسابيع الأخيرة.

تضم منطقة هجليج مطارًا مدنيًا ومستشفى ميدانيًا، وقد توقف العمل في الحقل عدة مرات بسبب النزاع المستمر.

يمثل توقف الحقل خسارة كبيرة لدولة جنوب السودان التي تعتمد على النفط كمصدر رئيسي للدخل، حيث يشكل 90% من إيراداتها.

تعتمد جنوب السودان على حقل هجليج لتصدير نفطها الخام وتكريره في محطة المعالجة الموجودة في الحقل.

سيخسر السودان رسوم العبور والتصدير التي تقدر بأكثر من مليون دولار يوميًا.

لم يصدر تعليق رسمي من السلطات السودانية حتى الآن بشأن هذه التطورات.

توقف الإنتاج في حقل هجليج يعني خروج البلاد من قائمة الدول المنتجة للنفط، وخسارة كبيرة لإيرادات السودان وجنوب السودان.

نقلت صحف في جنوب السودان عن مساعد رئيس هيئة الأركان جونسون أولونج قوله إنهم استقبلوا ضباطًا وجنودًا من الجيش السوداني قادمين من هجليج، بتوجيهات من الرئيس سلفاكير ميارديت، وذلك بعد اتصالات مع عبد الفتاح البرهان.

يأتي الهجوم على الحقل النفطي رغم إعلان قوات الدعم السريع قبولها بهدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر.

سبق أن اتهمت السلطات السودانية قوات الدعم السريع بمهاجمة محطة معالجة بترول جوبا في ولاية النيل الأبيض، مما أدى إلى توقف مؤقت لتصدير النفط.

كما تعرض حقل هجليج لهجمات بطائرات مسيرة في وقت سابق، مما أسفر عن مقتل عمال وإلحاق أضرار بالمنشآت.

أدانت الحكومة السودانية هجومًا سابقًا على هجليج في أغسطس الماضي، والذي أدى إلى مقتل مدنيين وإغلاق الحقل.

أرسلت شركة البترول الوطنية الصينية خطابًا إلى وزارة الطاقة والنفط السودانية، تطلب فيه اجتماعًا لبحث الإنهاء المبكر لاتفاقية تقاسم الإنتاج بسبب الظروف الأمنية.

تنص الاتفاقية الموقعة عام 1995 على انتهاء التعاقد في أواخر عام 2026.

طلبت الشركة الصينية اجتماعًا عاجلاً لمناقشة الإنهاء المبكر لعملها بسبب تدهور الأوضاع الأمنية وتوقف سلاسل التوريد.

كانت جنوب السودان قد استأنفت تصدير النفط عبر السودان في مايو الماضي بعد توقف دام أكثر من عام.

بعد انفصال جنوب السودان في عام 2011، فقد السودان ثلاثة أرباع احتياطاته النفطية.

يذكر أن قوات الدعم السريع استهدفت أيضًا حقل بليلة في ولاية غرب كردفان، ودمرت مرافق مطار بليلة ونهبت المعسكرات السكنية.

كما تعرضت الحقول النفطية في إقليم دارفور للهجوم والتخريب.

تتفاقم الأوضاع الإنسانية في السودان بسبب الحرب المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، والتي تسببت في مقتل ونزوح الملايين.

القدس المصدر: القدس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا