آخر الأخبار

تفاصيل خطة إسرائيلية لاغتيال قادة حماس قبل "طوفان الأقصى"

شارك

الحدث الإسرائيلي

تكشف شهادات ضباط كبار في جيش الاحتلال، قدّموها إلى لجنة تورجمان المكلفة بتقييم أداء المنظومة العسكرية للاحتلال قبل السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أن "إسرائيل" درست بجدية تنفيذ اغتيال يحيى السنوار ومحمد الضيف، وشن هجوم واسع على غزة، لكنها لم تتجاوز مرحلة التخطيط.

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن هذه المعطيات تمثل واحداً من أكثر الملفات حساسية في العامين اللذين سبقا الحرب، لأنها تتعلق بقرارات لم تُنفّذ رغم توصيات ميدانية واضحة وتصاعد مؤشرات الخطر.

وتشير الصحيفة إلى أن القيادة الجنوبية دفعت في مراحل عدة نحو مبادرة مركزة لاغتيال القائدين، وأعادت طرح خطة أوسع وُضعت في بدايات العقد الماضي، تشمل ضربات شاملة لمواقع تعاظم قوة الحركة، تليها عملية جوية وبرية محدودة تستهدف تعطيل منصات الصواريخ.

إلا أن هيئة الأركان، بالاستناد إلى تقديرات عملياتية واستخباراتية، عرقلت تنفيذ هذه التصورات أكثر من مرة، في ظل توجّه سياسي ثابت يقضي بتجنب فتح جبهة واسعة في غزة والإبقاء على الحركة حاكمة ولكن ضعيفة.

وتكشف "يديعوت أحرونوت" أن المعلومات التي استولى عليها جيش الاحتلال من حواسيب حماس خلال الحرب أظهرت أن الحركة خططت لهجوم واسع بين عيد الفصح العبري و"يوم الاستقلال" عام 2023، مستغلة التصدع الداخلي العميق في "إسرائيل" نتيجة خطة إضعاف القضاء والاحتجاجات الجماهيرية. وفي تلك الفترة، أعيد بحث مبادرات الاغتيال، لكن الروايات داخل المؤسسة العسكرية لم تكن متوافقة؛ بعضها قال إن القيادة الجنوبية دفعت بخطة موسعة، فيما أكدت روايات أخرى أنها أوصت فقط بقتل السنوار والضيف.

وتوضح شهادات قدمها ضباط آخرون للجنة أن الفرصة الأولى لتنفيذ عملية الاغتيال برزت عقب عملية "هجوم الفؤوس" في مدينة إلعاد عام 2022، التي جاءت بعد خطاب للسنوار دعا فيه إلى تنفيذ عمليات فردية.

غير أن المبادرة سقطت تحت ثقل عقيدة سياسية راسخة ترى أن حماس يجب أن تبقى "قائمة ولكن مرتدعة"، مع ضربات محدودة كل بضعة أشهر، ومن دون الربط بين ما يجري في الضفة الغربية وغزة. وفي شهادة إضافية، تَظهر فرصة أخرى برزت عام 2023 خلال موجة توتر بين عيد الفصح و"الاستقلال"، حين وقع إطلاق صواريخ ومناوشات على حدود القطاع.

ووفق ما نشرته الصحيفة، فإن جهاز الشاباك برئاسة رونين بار أيد فكرة الاغتيال، بينما أبدى رئيس الأركان هرتسي هليفي تحفظاً مبدئياً فقط، قبل أن يمنح القائد الجنوبي أليعازر توليدانو ضوءاً أخضر لتطوير خطة عملياتية يمكن تنفيذها خلال فترات التوتر، باعتبار أن فرص رصد القادة ترتفع في تلك الظروف.

وكان التقدير أن نتنياهو لن يوافق على تنفيذ الاغتيال إلا إذا جاء في ذروة تصعيد يسمح بتبريره. ويشير التقرير العبري إلى أن تركيز المؤسستين السياسية والعسكرية خلال عام 2023 كان موجهاً نحو جبهتي لبنان وإيران، الأمر الذي جعل غزة جبهة ثانوية يجري تهدئتها بأي ثمن.

حتى داخل القيادة الجنوبية، كان هناك ميل واضح إلى الحفاظ على الهدوء والسعي إلى تفاهمات طويلة المدى مع حماس، بما يتعارض مع المبادرات الهجومية التي طرحتها بعض الدوائر العسكرية.

وتخلص "يديعوت أحرونوت" إلى أن جوهر الإشكالية لا يكمن في تناقض شهادات الضباط، بل في غياب جهة حاسمة تحدد الاتجاه وتقرر ما إذا كانت المبادرة ستُطلق أم تُجمّد، ولماذا أصرت الحكومات المتعاقبة، ومعها رؤساء الأركان ورؤساء الشاباك ووزراء الأمن، على إبقاء حكم حماس في غزة كأمر واقع مهما كانت الكلفة.

الحدث المصدر: الحدث
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا