قطر تحذر من انتهاكات إسرائيلية تهدد وقف إطلاق النار في غزة

أعرب الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، عن قلقه البالغ إزاء التجاوزات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، محذراً من أن هذه التصرفات قد تقود إلى استئناف المواجهات العسكرية.

جاءت هذه التصريحات خلال حوار أجراه الإعلامي الأميركي تاكر كارلسون مع رئيس الوزراء القطري، وذلك على هامش فعاليات منتدى الدوحة في نسخته الثالثة والعشرين.

وفي معرض رده على الاتهامات الموجهة لقطر بشأن دعمها لحركة حماس، نفى الشيخ محمد بن عبد الرحمن هذه المزاعم جملة وتفصيلاً، مؤكداً أنها لا أساس لها من الصحة، وأشار إلى أن العلاقة بين قطر وحماس بدأت منذ أكثر من عقد بطلب من الولايات المتحدة.

وأوضح أن قطر واجهت انتقادات حادة وتعرضت لحملات تشويه بسبب استضافتها لحركة حماس، مؤكداً أن بلاده لطالما كانت هدفاً لحملات تضليل وأخبار كاذبة تهدف إلى الإساءة لسمعتها.

وشدد رئيس الوزراء القطري على أن الدعم الذي تقدمه قطر يوجه بشكل أساسي إلى سكان قطاع غزة وليس إلى حركة حماس، مؤكداً أن بلاده ستواصل دعم الشعب الفلسطيني.

وأكد أن الحوار والتواصل مع جميع الأطراف، بما في ذلك حماس، هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة، مشيراً إلى أن هذا التواصل هو الذي أفضى إلى التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ في العاشر من أكتوبر الماضي وأسفر عن إطلاق سراح الأسرى.

وأشار إلى أن بلاده لن تمول إعادة إعمار ما دمرته إسرائيل في قطاع غزة خلال العمليات العسكرية الأخيرة، مؤكداً أن سكان غزة يرفضون مغادرة أراضيهم ولا يمكن إجبارهم على ذلك.

كما أكد أن قطر تدعو دائماً إلى حل النزاعات بالطرق الدبلوماسية، مشدداً على أنه لا يمكن أن تبقى الدوحة رهينة لأجندة اليمين المتطرف الذي يسعى للقضاء على الفلسطينيين.

وفيما يتعلق بالعلاقات الأميركية القطرية، كشف رئيس الوزراء القطري عن وجود محاولات لتقويض هذه العلاقة التي وصفها بأنها مفيدة للطرفين، مشيراً إلى الضربة الإسرائيلية التي استهدفت الدوحة في سبتمبر الماضي، واصفاً إياها بأنها عمل غير أخلاقي وغير مفهوم.

وأوضح أن هذه الضربة وقعت في الوقت الذي كانت فيه قطر تعمل على إقناع حماس باتفاق وقف النار الذي طرحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مشيراً إلى أن ترامب أعرب عن استيائه الشديد من هذا الهجوم وطلب من مستشاريه التواصل مع الحكومة القطرية.

واختتم رئيس الوزراء القطري بالإشارة إلى أن قطر تعمل على حل النزاعات من خلال الوساطة في عالم اليوم المتفكك، وأنها تسعى دائماً إلى إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة دون الانحياز لأي طرف، مؤكداً أن هذا هو السبيل الوحيد لحل أي نزاع.