عبد الله الزغاري: هذه الأساليب بحق البرغوثي قد تكون مؤشراً على نوايا خطيرة تمسّ حياته في ظل تعليمات بالانتقام من الأسرى ورموزهم
جميل سعادة: هيئة الأسرى تعمل حالياً على محاولة معرفة أوضاع البرغوثي وفحص إمكانية زيارته والاطمئنان عليه رغم مماطلة إدارة السجون
أمين شومان: حماية البرغوثي وإنقاذه يتطلبان تحركاً واسعاً عبر ضغوط فعلية للإفراج عنه بعد رفض إسرائيل إدراجه في صفقات التبادل
حلمي الأعرج: هذا الاستهداف المتواصل يأتي انتقاماً من الدور التاريخي للبرغوثي في قيادة النضال سواء خارج السجون أو داخلها
عصام بكر: ما يتعرض له البرغوثي وعدد من قادة الحركة الأسيرة يدخل في إطار "محاولة تصفية رسمية" في خرق صارخ لكل المواثيق الدولية
محمد التاج: ما يجري مع البرغوثي وقادة الحركة الأسيرة بمثابة مقدّمة لمحاولة فرض قانون الإعدام على الأسرى في إطار سياسة ممنهجة تستهدفهم
تشهد قضية عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" الأسير القائد مروان البرغوثي تصعيداً لافتاً في مستوى القلق والتحذيرات، في ظل ما يتعرض له من اعتداءات وانتهاكات متواصلة داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، خاصة مع اتصال هاتفي من جهة غامضة حول ما يواجهه البرغوثي من تعذيب وانتهاكات.
ويجمع مسؤولون ومختصون في شؤون الأسرى، في أحاديث منفصلة لـ"ے"، أن شهادات ومعلومات حقوقية عديدة تؤكد أنّ البرغوثي يواجه ممارسات ممنهجة تستهدف حياته بشكل مباشر، في سياق سياسة انتقامية تطال الحركة الأسيرة ورموزها، وتزامن ذلك مع اتصال غامض قبل أيام مع عائلته، حول حالته الصحية وتعرضه لتعذيب خطير، ما ضاعف من مخاوف العائلة والمؤسسات المعنية بحقوق الأسرى.
ويؤكد المسؤولون والمختصون في شؤون الأسرى أنّ الإجراءات الإسرائيلية داخل السجون لم تعد تقتصر على العزل والتضييق التقليدي، بل امتدت إلى أشكال أشد خطورة من التعذيب، والتجويع، والحرمان من العلاج، في ظل تصعيد غير مسبوق منذ أكتوبر 2023، وترافقت هذه السياسات مع تحريض سياسي علني من قبل مسؤولين إسرائيليين على الأسرى وقادتهم وخاصة البرغوثي، ما اعتُبر مؤشراً على نوايا قد تمسّ حياة البرغوثي وتستهدف مكانته الوطنية.
ويدعو المسؤولون والمختصون إلى تدخل أممي جاد وفرض ضغوط سياسية وقانونية حقيقية، في ظل ما يعتبره مراقبون غياباً مقلقاً للمساءلة الدولية وتجاهلاً للانتهاكات التي تطال آلاف الأسرى داخل السجون.
انتقام منظم يستهدف الحركة الأسيرة
يحذّر رئيس نادي الأسير عبد الله الزغاري من أنّ عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" الأسير القائد مروان البرغوثي يواجه تهديدات حقيقية، في ظل استمرار السياسات الإسرائيلية التي تأتي في سياق "انتقام منظم" يستهدف الحركة الأسيرة بشكل عام ورموزها بشكل خاص.
ويوضح الزغاري أن البرغوثي يتعرض منذ بدء حرب الإبادة إلى سلسلة من الاعتداءات الوحشية، شملت العزل الانفرادي والتنقل المتكرر بين السجون، إضافة إلى الضرب والتعذيب، وهي إجراءات تأتي ضمن منظومة قمع متصاعدة مستمرة منذ أكثر من عامين حوّلت حياة الأسرى إلى "جحيم يومي".
ويشير الزغاري إلى أن السياسات الإسرائيلية داخل السجون لا تتوقف عند حدود الانتهاكات التقليدية، بل تمتد إلى الجرائم الطبية وجرائم التجويع والعنف الجنسي والحرمان من الحقوق كافة التي يضمنها القانون الدولي.
ويعتبر أن ما يتعرض له البرغوثي هو امتداد مباشر لاستهداف رموز الحركة الأسيرة، مشيراً إلى شهادات العديد من الأسرى المحررين الذين أكدوا أن البرغوثي أُصيب خلال الأعوام الماضية بجراح وكسور نتيجة التعذيب والاعتداءات المتكررة.
ويلفت إلى أن الاتصال الأخير الذي ورد من شخص ادعى أنه أسير محرر وقدم رواية حول تعذيب البرغوثي اتضح لاحقاً أنه اتصال من جهة مجهولة، معتبراً ذلك جزءاً من "عمليات الترويع والتخويف" التي تستهدف الأسير القائد مروان البرغوثي وعائلته بشكل مباشر.
ويحذر الزغاري من أن مثل هذه الأساليب بحق البرغوثي قد تكون مؤشراً على نوايا خطيرة تمسّ حياته، في ظل تعليمات إسرائيلية متواصلة بالانتقام من الأسرى ورموزهم، وتحديداً بعد ظهور وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير في تسجيل مصور يحمل رسائل مباشرة تستهدف البرغوثي ورموز الحركة الأسيرة.
ويشدد الزغاري على أن ما يجري يفرض ضرورة تدخّل عاجل من المؤسسات الأممية والهيئات الحقوقية الدولية لتوفير حماية حقيقية للأسرى، وفي مقدمتهم مروان البرغوثي الذي يتمتع بمكانة وطنية وسياسية واسعة داخل فلسطين وخارجها.
ويشدد الزغاري على أن الاحتلال يتحمل كامل المسؤولية عن حياة البرغوثي وحياة نحو آلاف الأسرى الذين يتعرضون لمختلف أشكال التعذيب والانتهاكات، مشيراً إلى توثيق استشهاد 84 أسيراً داخل السجون من الأسماء المعلومة، نتيجة الجرائم الطبية والتجويع والانتهاكات الجسيمة، علمًا بأن الأعداد أكثر من ذلك بكثير، في ظل جريمة الإخفاء القسري التي تنفذها منظومة الاحتلال بحق الأسرى الشهداء والأحياء، خصوصاً من أسرى قطاع غزة.
ويؤكد الزغاري أن استمرار الاعتداءات بحق الأسرى وسط "صمت دولي رهيب" يشكل وصمة عار على المجتمع الدولي، متهماً بعض الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، بتوفير "حصانة استعمارية" لمنظومة الاحتلال، وحرمان الأسرى من أي حماية فعلية.
ويشير إلى أن هذه الجرائم تأتي في وقت تتصاعد فيه الحملات الدولية المطالبة بالإفراج عن البرغوثي، مقابل إصرار إسرائيل على استثنائه من الصفقات السابقة ورفض أي حديث عن إطلاق سراحه.
ويؤكد الزغاري أن حماية الأسرى هي مسؤولية جماعية تتطلب ضغطاً سياسياً وقانونياً دولياً عاجلاً، وأن أي مسّ بالأسير القائد مروان البرغوثي سيحمل تداعيات خطيرة على المستوى الوطني والإنساني.
التعامل مع الرواية بـ"منتهى الجدية"
يؤكد مدير عام الدائرة القانونية في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، المحامي جميل سعادة، أن الاتصال الغامض الذي تلقّته عائلة الأسير القائد مروان البرغوثي أثار حالة كبيرة من القلق، بعدما أبلغهم المتصل، الذي عرّف عن نفسه بأنه أسير محرّر من السجن ذاته، بأن البرغوثي تعرّض مؤخراً لاعتداء عنيف داخل السجن أدّى إلى تكسير أسنانه، وإصابات في أضلاعه، إضافة إلى بتر جزء من أذنه، مشيراً إلى أن الهيئة تتعامل مع هذه الرواية بـ"منتهى الجدية" رغم أن صحتها لم تُؤكَّد بعد.
ويلفت إلى أن مجرد طرح مثل هذه المعلومات، سواء كانت دقيقة أم لا، يعزّز من مخاوف العائلة والهيئة على حياة البرغوثي، بالنظر إلى أنّه كان قد تعرّض سابقاً لمحاولات اعتداء من إدارة السجون في مراحل متعددة، خلال عزله في سجن مجدو أو في رامون أو أثناء النقل، ما يجعل احتمالية تعرّضه مجدداً للعنف قائمة بقوة.
ويؤكد أن هذه الاعتداءات ليست سابقة بمعزل عن سياق عام من التضييق المتصاعد على الأسرى، خاصة منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث شهدت السجون حملة واسعة من الإجراءات الانتقامية، والتي طالت كافة الأسرى بطرق متعددة.
ووفق سعادة، فقد تصاعدت الانتهاكات بحقّ الأسرى بشكل "غير مسبوق"، منذ أكثر من عامين، وتمثلت بحرمانهم من الملابس والأغطية، وتقييد حصولهم على الطعام، ومنعهم من العلاج الطبي، إلى جانب انتشار الأمراض والأوبئة داخل السجون نتيجة الإهمال المتعمد. ويشير سعادة إلى أن هذه السياسات رفعت مستويات القلق إلى حدّ كبير على حياة الأسرى دون استثناء، وعلى حياة قيادة الحركة الأسيرة بشكل خاص.
ويوضح أن الهيئة تعمل حالياً على محاولة معرفة أوضاع الأسير مروان البرغوثي، ومحاولة زياته في عزله بسجن مجدو لفحص حقيقة ما ورد في الاتصال والاطمئنان عليه، رغم أن إدارة السجون تواصل المماطلة في منح المحامين تصاريح الزيارة، ما يشكّل أحد أشكال العقاب الجماعي ويهدف إلى عزل الأسرى عن العالم الخارجي.
ويشير سعادة إلى أن الزيارات التي يسمح في بعض الأحيان للمحامين بتنفيذها باتت المتنفس الوحيد للأسرى، خصوصاً بعد منع زيارات اللجنة الدولية للصليب الأحمر لعامين متواصلين حتى الآن.
ويلفت سعادة إلى أنّ الهيئة تحاول العمل على إجراء هذه الزيارة في أقرب وقت "للوقوف بدقة على وضع البرغوثي ومعرفة حقيقة ما جرى معه"، مؤكداً أن التحرك يأتي في إطار مسؤولية الهيئة تجاه جميع الأسرى.
تصعيد خطير يناقض الأعراف والمواثيق الدولية
يحذّر رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين، أمين شومان، من استمرار الاحتلال الإسرائيلي باستهداف عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" الأسير القائد مروان البرغوثي داخل السجون الإسرائيلية، مؤكداً أنّ ما يتعرّض له في الآونة الأخيرة من اعتداءات ومحاولات للمساس بكرامته يشكل تصعيداً خطيراً يناقض كل الأعراف والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الأسرى.
ويوضح أن البرغوثي يمثّل "رمزية نضالية جامعة لكل الفلسطينيين"، وهو من القلائل الذين استطاعوا أن يجسّدوا مفهوماً عملياً للوحدة الوطنية باعتبارها "قانون الانتصار" في مواجهة المشروع الاستعماري الإسرائيلي.
ويشير شومان إلى أنّ مكانة البرغوثي لا تقتصر على رمزية نضالية فحسب، بل تمتد إلى دوره التاريخي داخل حركة "فتح"، بوصفه أحد القادرين -في حال الإفراج عنه- على إعادة بناء الحركة وتعزيز موقعها باعتبارها العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية وحاملة المشروع الوطني.
ويعتبر شومان أن هذا الدور المحتمل للبرغوثي هو ما يجعل إسرائيل "تدرك تماماً حجم تأثيره الحقيقي"، سواء داخل السجون أو على مستوى الفلسطينيين في الوطن والشتات، الأمر الذي يفسّر المحاولات الإسرائيلية المتواصلة لإضعافه واستهدافه.
الاعتداءات المتكررة على البرغوثي ليست أحداثاً معزولة
ويؤكد أن الاعتداءات المتكررة على البرغوثي ليست أحداثاً معزولة، بل تأتي في سياق "تشريع للمساس بمكانته وصموده الأسطوري"، محذّراً من أن استمرار هذا النهج يهدد بتداعيات خطيرة.
ويشدد شومان على أن حماية البرغوثي وإنقاذه تتطلب تحركاً واسعاً على المستويات الفلسطينية والعربية والدولية، عبر ضغوط فعلية للإفراج عنه، خصوصاً بعد رفض إسرائيل إدراجه في أي من صفقات التبادل السابقة.
ويؤكد شومان أن قضية البرغوثي باتت مسؤولية جماعية، وأن الدفاع عنه هو دفاع عن المشروع الوطني بأكمله.
استهداف إسرائيلي رسمي للبرغوثي
يؤكد مدير عام مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية "حريات" حلمي الأعرج أنّ ما يتعرض له البرغوثي داخل سجون الاحتلال بلغ مرحلة "التهديد الحقيقي للحياة"، مؤكداً أن الاعتداءات الأخيرة ليست أحداثاً معزولة، بل استمرار لنهج رسمي تقوده الحكومة الإسرائيلية بهدف استهداف البرغوثي شخصياً بما يمثله من مكانة وطنية ورمزية نضالية لدى الشعب الفلسطيني.
ويشير إلى أن قوات الاحتلال وإدارة السجون سمحتا مراراً وتكراراً بارتكاب اعتداءات وحشية بحق البرغوثي والقائد أحمد سعدات وغيرهما من عموم الحركة الأسيرة وقادتها، في انتهاك واضح للقانون الدولي واتفاقيات جنيف.
ويوضح الأعرج أن هذا الاستهداف المتواصل يأتي انتقاماً من الدور التاريخي للبرغوثي في قيادة النضال الفلسطيني، سواء خارج السجون أو داخلها، حيث ظل يمثل حالة قيادية مؤثرة تحمل دلالات عميقة لمستقبل الشعب الفلسطيني.
ويؤكد الأعرج أن استمرار هذه الاعتداءات يعكس قراراً سياسياً واضحاً من الحكومة الإسرائيلية التي ترفض إطلاق سراحه، وتعرضه لخطر متصاعد.
ويوضح الأعرج أن إسرائيل تعمدت خلال صفقات التبادل السابقة – وخاصة الأخيرة – استثناء البرغوثي رغم أنه كان من المفترض أن يكون ضمن المفرج عنهم، معتبراً أن رفض إطلاق سراحه وتعرضه للتنكيل اليومي يشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية "لا تريد أن تراه حراً ولا تريد أن يبقى حياً"، وأنها تستهدف رمزيته ورسالة نضاله، في محاولة لكسر إرادته وإيصال رسالة قمعية للشعب الفلسطيني والحركة الأسيرة والعالم.
ويؤكد الأعرج أن ما يجري مع البرغوثي من عزل تام وتجويع وتعذيب منهجي وضرب متكرر داخل الزنزانة يشكل انتهاكاً صارخاً لكل الاتفاقيات والمواثيق الدولية، محذراً من أن حياة البرغوثي مهددة في ظل هذه السياسات القمعية التي تنفذ "بقرار رسمي ومنهجي".
ويشير إلى أن صلابة البرغوثي ووعيه المقاوم ما زالا يشكلان حاجزاً أمام هذه المحاولات، لكن "لا يجب أن يُترك البرغوثي وحيداً في مواجهة آلة القمع الإسرائيلية".
ويدعو الأعرج المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول الوسيطة إلى تحرك عاجل قبل فوات الأوان، خصوصاً أن البرغوثي كان مدرجاً ضمن الاتفاق السابق وتمت تنحيته بشكل متعمد، مشدداً على أن الضغط الدولي لإطلاق سراحه يجب أن يصل إلى أقصى درجاته، خاصة في ظل وجود حملة دولية واسعة تطالب بإطلاق سراحه الفوري.
ويشدد الأعرج على أن إنقاذ حياة البرغوثي مسؤولية جماعية، وإن استمرار المماطلة قد ي"فتح" الباب أمام جريمة جديدة يرتكبها الاحتلال بحق رمز وطني يمثل صوت الحرية للشعب الفلسطيني.
استهداف البرغوثي بلغ مستويات غير مسبوقة
يرى عصام بكر، سكرتير العلاقات الخارجية والإعلام في الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين، أنّ استهداف المناضل الأسير مروان البرغوثي بلغ مستويات غير مسبوقة، مؤكداً أن عمليات التنكيل التي يتعرض لها ليست جديدة، لكنها أخذت منحى بالغ الخطورة منذ السابع من أكتوبر 2023، في ظل سياسة انتقامية تنفذها إدارة السجون بتعليمات مباشرة من المستوى السياسي، وبإشراف واضح من وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير.
ويوضح أن البرغوثي، الذي يحظى برمزية وطنية واسعة في صفوف الشعب الفلسطيني، يواجه اليوم سلسلة من الممارسات الوحشية التي تطال الأسرى.
ويشير بكر إلى سلسلة من الجرائم التي طالت الأسرى تشمل: التعذيب الحاط بالكرامة الإنسانية، والاغتصاب، ونقص الطعام، وانتشار الأمراض الجلدية، والإهمال الطبي المتعمد، وتقليص الوجبات، إضافة إلى العزل المتواصل والتنقل بين السجون.
ويشدّد على أن "كسر نموذج مروان" هو هدف معلن للاحتلال، باعتباره رمزاً للصمود والنضال، وشاهداً على سنوات طويلة حوّل فيها السجون إلى جامعات، وأسهم في تعليم الأسرى وإسناد الحركة الوطنية داخل المعتقلات.
ويشير بكر إلى أن اقتحام زنزانة البرغوثي مؤخراً وتهديده بشكل مباشر من قبل بن غفير كشف نوايا الاحتلال، وأن نظرات التحدي التي ظهر بها حملت رسائل قوية تؤكد صلابة إرادته رغم الاعتقال الطويل والوضع الصحي المتعب. ويشدد بكر على أن المسّ بالبرغوثي هو مسّ بالشعب الفلسطيني، ليس فقط لكونه عضواً في اللجنة المركزية ل"فتح"، بل لما يمثله دولياً كرمز للحرية.
ويبيّن بكر أن ما يتعرض له البرغوثي وعدد من قادة الحركة الأسيرة، بينهم أحمد سعدات وعباس السيد، يدخل في إطار "محاولة تصفية رسمية"، بعد تعرضهم للتحطيم المتعمد للأسنان، وكسور في الأضلاع والفك، ورضوض في أنحاء الجسد، في خرق صارخ لاتفاقيات جنيف لعام 1949 وكل المواثيق الدولية.
ويؤكد بكر أن الاحتلال يعزل الأسرى تماماً عن العالم، عبر منع الزيارات ومنع الصليب الأحمر، في محاولة لطمس الحقائق وإخفاء الجرائم.
ويشير بكر إلى أن 84 أسيراً جرى إعدامهم داخل السجون، وأن عدد الشهداء أكبر مما تم الإعلان عنه، ما يستوجب تحقيقاً دولياً فورياً.
ويدعو إلى تشكيل ضغط رسمي فلسطيني وحراك شعبي وجماهيري واسع في الوطن والشتات لفضح هذه الانتهاكات، وإسقاط قانون إعدام الأسرى وهو القانون العنصري الفاشي.
ويطالب بكر المؤسسات الحقوقية والإنسانية بتحمل مسؤولياتها في ملاحقة الاحتلال على جرائمه، والعمل على توفير حماية عاجلة للأسرى، وفي مقدمتهم الأسير القائد مروان البرغوثي، قبل فوات الأوان.
المطلوب تحرك جماهيري لحماية الأسرى
يؤكد رئيس الهيئة التأسيسية لمؤسسة "شمس" لدعم الأسرى وحقوق الإنسان محمد التاج أن الشعب الفلسطيني مطالب بالتحرك الجماهيري لحماية الأسرى، في ظل "الحملة الواسعة من الانتهاكات والتعذيب" التي تستهدف الأسرى، وعلى رأسهم القيادي الأسير مروان البرغوثي.
ويشير إلى أنه رغم أن المعلومات الأخيرة حول تعرض البرغوثي لضربٍ شديدٍ وكسر أسنانه وقطع جزء من أذنه في سجن الاحتلال، بعد اتصال تلقته عائلته أبلغها بوقوع إصابات جسدية، لكن ما تزال تلك الرواية بحاجة إلى تحقق دقيق من مصدرها، إلا أن مثل هذه الأفعال "ليست مستبعدة إطلاقاً"، خصوصاً في ضوء ما يعيشه الأسرى الفلسطينيون من ظروفٍ صعبة وانتهاكات متكررة خلال حرب الإبادة.
ويشير التاج إلى أن زيارة وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، لزنزانة البرغوثي وتوجيهه تهديدات بالقتل، وما يجري مع قادة الحركة الأسيرة تُعدّ "رسالة واضحة" وبمثابة مقدّمة لمحاولة فرض قانون الإعدام على الأسرى، في إطار سياسة ممنهجة تستهدفهم.
ويوضح التاج أن هذا العمل لا يستهدف فرداً بعينه، بل هو جزء من حملةٍ أوسع ضد الأسرى الفلسطينيين ورموزهم مثل إبراهيم حامد، وعبد الله البرغوثي، وعباس السيد، وأحمد سعدات، وعاهد أبو غلمة، حيث أن معظم الأسرى -لا سيما قياداتهم- يتعرضون لنفس التهديدات والضغوط والتعذيب.
ويؤكد التاج أن المطلوب ليس مجرد بيانات استنكار أو قلق تصدر من مؤسسات معنية بحقوق الإنسان، بل تحرك جماهيري على الأرض.
ويشدد التاج على أن الوقت قد حان لكي يهبّ الشعب الفلسطيني كله لوقف هذه الانتهاكات وحماية أسرى فلسطين، مشيرًا إلى أن التعويل الأكبر يقع على "الفعل الجماهيري الشعبي"، وليس على الإدانات وحدها، وذلك في ضوء "حالة الانتقام" التي تُمارَس بحق الأسرى، بهدف كسر معنوياتهم، وإضعاف تأثيرهم الجماهيري داخل المجتمع الفلسطيني.
ويرى أن ما يواجه الأسير مروان البرغوثي ليس معركة فردية، بل ذلك معركة تستهدف الفلسطينيين، وما يجري ليس فقط من أجل كسر روح قائد، بل لإيصال رسالة قسرية إلى كل من يفكر بالمطالبة بحقوق الفلسطينيين الوطنية.
ويدعو التاج إلى تحرك جماهيري شعبي جماعي، يتجاوز فيها الشعب الفلسطيني انتماءاته الفصائلية، ويقف صفاً واحداً من أجل حماية الأسرى، وإجبار سلطات الاحتلال على التوقف عن ممارسة التعذيب والإعدامات المبطنة في السجون.
ويقول التاج: "ليست القضية فقط الأسير مروان البرغوثي، بل إن القضية قضية كل أسرى فلسطين، وقضية شعب فلسطين، ولا يمكن أن نحميهم إلا إذا اجتمعنا كفعل شعبي جماهيري على الأرض".
المصدر:
القدس