آخر الأخبار

بوتين يهدد أوروبا بحرب مختلفة.. وتحذيرات من استسلام أوكراني

شارك

على عكس الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، يشتهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقلة تصريحاته الإعلامية وتعامله المحدود مع وسائل التواصل الاجتماعي. لهذا السبب، عندما يتحدث بوتين، ينصت قادة العالم بعناية، وينشغل المحللون بتفسير كلماته. يبدو أن بوتين ينتمي إلى سلالة من القادة الروس الذين يفضلون التحدث باعتدال.

في ظهور تلفزيوني حديث، وقبل لقاء مبعوثي ترمب لمناقشة اتفاق سلام محتمل بين روسيا وأوكرانيا، بدا الرئيس بوتين بوجه بشوش على غير عادته. أجاب على أسئلة الصحفيين وأطلق تهديداً خطيراً للدول الأوروبية، مؤكداً أن روسيا لا تخطط لحرب ضد أوروبا، لكنها ستكون مستعدة إذا أرادت أوروبا ذلك. وأشار إلى أن هذه الحرب ستختلف عن العملية العسكرية في أوكرانيا، التي وصفها بأنها عملية جراحية محدودة، موضحاً أن الحرب ضد أوروبا ستكون سريعة وقد لا تترك أحداً للتفاوض معه.

رسالة بوتين واضحة ولا تحتاج إلى تفسيرات معقدة، ومن المؤكد أنها ستثير قلق قادة أوروبا. اللافت هو حفاظ بوتين على هدوئه وابتسامته طوال المؤتمر الصحفي، وهو ما يمكن تفسيره كجزء من استراتيجية نفسية لتعزيز مصداقية التهديد وإرباك القادة الأوروبيين، مما يزيد من جديته ويلمح إلى إمكانية اللجوء إلى الخيار النووي كقرار استراتيجي مدروس.

الاجتماعات بين الرئيس الروسي ومبعوثي ترمب في موسكو استمرت خمس ساعات دون التوصل إلى اتفاق، وغادر المبعوثان للقاء الرئيس الأوكراني، لكن زيارة مقررة إلى بروكسل أُلغيت واستبدلت بلقاء في كاليفورنيا، ثم أُلغي اللقاء برمته، مما ترك الرئيس الأوكراني محبطاً. هذا الإلغاء يحمل دلالات واضحة للمراقبين.

الرئيس بوتين: الحرب ضد أوروبا ستكون مختلفة وسريعة، وربما لن نجد حتى من نتفاوض معه.

تشير التسريبات الأولية إلى رفض موسكو للتعديلات الأوروبية على المسودة الأميركية الروسية، مما يعيد المفاوضات إلى نقطة البداية. الفجوة بين مطالب الطرفين كبيرة، والتعنت الروسي يتزايد مع تقدم القوات الروسية في أوكرانيا. من غير الممكن التكهن بمسار الأحداث، لكن مفهوم السلام في روسيا يختلف عن نظيره في أوكرانيا والغرب. الأوكرانيون والغربيون يرون أن موسكو تسعى إلى استسلام أوكرانيا وليس إلى سلام حقيقي، وأنها لن تتخلى عما سيطرت عليه في الحرب. الدعم الأوروبي لأوكرانيا لن يغير هذا الواقع ما لم يتم إقناع ترمب باتخاذ موقف داعم لأوكرانيا، وهو أمر مستبعد.

يجد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نفسه في وضع سياسي وعسكري صعب للغاية. سياسياً، يواجه فضيحة فساد مالي كبيرة في حكومته، طالت كبار مستشاريه، مما أضعف مكانته الدولية ومنح المعارضة فرصة للتعبير عن استيائها الشعبي. تشير التقارير إلى أن المتورطين في الفضيحة كانوا يؤكدون لبعضهم البعض في محادثات هاتفية أنه لا داعي لإنفاق الأموال على تحصينات في حرب خاسرة!

عسكرياً، تتوالى الأخبار عن تقدم القوات الروسية وسقوط القرى والبلدات الأوكرانية. القوة الوحيدة القادرة على تغيير ميزان الصراع هي واشنطن، التي تميل بوضوح إلى دعم روسيا على حساب أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين، بهدف إنهاء الحرب وإغلاق الملف الأوكراني نهائياً.

القدس المصدر: القدس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا