في رسالة مصورة نُشرت يوم الجمعة عبر المنصة اللبنانية الناطقة بالإنجليزية "This is Beirut"، وجه سفير الاحتلال لدى الولايات المتحدة، ييخائيل ليتر، خطابا للمواطنين اللبنانيين قال فيه: "نرغب بشدة في السعي نحو السلام معكم".

جاء هذا الفيديو في وقت تُجرى فيه أول محادثات مباشرة بين المسؤولين اللبنانيين والإسرائيليين منذ عقود، رغم تكثيف الاحتلال لضرباته على لبنان ، بعد عام من اتفاق وقف اطلاق النار.

وفي رسالته، التي عرضتها المنصة اللبنانية كمقابلة حصرية، لكن ظهر فيها ليتر فقط متحدثا أمام الكاميرا، شدد السفير المقرب من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو على أن مخاوف "بلاده" مرتبطة فقط بالأمن، موضحا: "ليس لدينا أي مشاكل مع أراضيكم. لدينا مشاكل تتعلق بأمننا فقط… عندما نتعرض للتهديد، علينا الرد".

وزعم سفير الاحتلال لدى واشنطن أن لبنان تعرض لـ"تدخل أجنبي"، مثل إيران التي "ضخت الأموال في منظمة سرقت منكم السلام"، في إشارة إلى دعم طهران لحزب الله.

وعن المستقبل، أعرب ليتر عن تطلعه لعلاقات اقتصادية وسياحية محتملة، مع "إسرائيليين يزورون بيروت" و"لبنانيين يزورون القدس". وقد شبه إمكانيات العلاقات اللبنانية-الإسرائيلية باتفاقات التطبيع التي أبرمت مع الإمارات والبحرين والمغرب، مؤكدا: "أعتقد أننا نستطيع الانتقال بوضوح إلى نسخة جديدة من اتفاقات إبراهيم… علينا توسيع العلاقة الواسعة للوسطية في الشرق الأوسط".

لكنه حذر: "لا يمكنكم المضي قدما إذا كان هناك حرب أهلية، أو تأثير أجنبي يهدد السلام والوئام داخل البلاد". وأضاف: "إذا كان هناك سلام، واتفقنا على الحدود، يمكن للشعب اللبناني أن يتجه نحو مستقبل أفضل".

وأشار ليتر إلى المعاناة الإسرائيلية نتيجة الصواريخ التي أطلقها حزب الله في تشرين الأول 2023، قائلا: "كان علينا نقل 70 ألف شخص من منازلهم لمدة عام، وكان ذلك صدمة لجميع المواطنين".

وأكد السفير أنه "لا توجد لدينا أطماع إقليمية في لبنان، نريد أن يكون لبنان آمنا". وأضاف أن الاجتماعات الأخيرة بين ممثلي البلدين في الناقورة تمثل خطوة كبيرة، مشيرا إلى إمكانية حل القضايا بين الجانبين إذا جلسا "معا وأدارا الأعمال".

مع ذلك، قدم كل طرف رواية مختلفة عن مضمون الاجتماعات، حيث شدد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام على أن بلاده "بعيدة عن التطبيع الدبلوماسي أو العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل".

ومن المقرر عقد اجتماع ثان في وقت لاحق من الشهر الجاري.