ردت النائبة الديمقراطية عن ولاية مينسوتا، إلهان عمر، على الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بعد تهديده بترحيل الجالية الصومالية من ولايتها ووصفه إياها بـ "القمامة" التي لا تقدم شيئًا لأمريكا سوى الشكوى والتذمر، مؤكدة أن ترامب يعلم جيدًا أنه فاشل.
وأوضحت إلهان عمر أن وصف الرئيس لها ولأبناء جلدتها بالقمامة ليس سوى حلقة في سلسلة تعليقات ومنشورات معادية على منصته "تروث سوشيال"، حيث دأب على شيطنتها ونشر نظريات المؤامرة حولها وحول المجتمع الصومالي.
وأضافت أن الرئيس، وعلى مدار سنوات، اعتاد على بث خطاب الكراهية في محاولة بائسة لإثارة الازدراء ضدها، مشيرة إلى أنه يلجأ إلى الأساليب نفسها من العنصرية وكراهية الأجانب والإسلام والانقسام بشكل متكرر.
وأشارت إلى أنه في إحدى تجمعاته الانتخابية عام 2019، شجع أنصاره على الهتاف ضدها قائلين: "أعيدوها إلى بلادها"، وذلك عندما ذكر اسمها.
وأكدت إلهان عمر أن ترامب لا يسيء إلى الصوماليين فحسب، بل يشوه سمعة العديد من المهاجرين الآخرين أيضًا، وخاصة السود والمسلمين. وأضافت أنه بينما يحاول باستمرار تشويه سمعة الوافدين الجدد، فإنهم لن يسمحوا له بإسكاتهم، لأنه لا يدرك مدى حب الأمريكيين الصوماليين لهذا البلد، فهم أطباء ومعلمون وضباط شرطة وقادة منتخبون يعملون على تحسين بلدهم. وأشارت إلى أن أكثر من 90 بالمئة من الصوماليين المقيمين في ولايتها مينيسوتا هم مواطنون أمريكيون بالولادة أو بالتجنس، وأن بعضهم أيد ترامب في صناديق الاقتراع، ولكنه رغم ذلك صرح هذا الأسبوع: "لا أريدهم في بلدنا. فليعودوا إلى حيث أتوا".
وأكدت إلهان عمر أن المجتمع الصومالي لا يزال صامدًا في وجه الهجمات الشرسة من البيت الأبيض، لكنها أعربت عن قلقها البالغ إزاء تداعيات هذه الهجمات. وأوضحت أن تشويه ترامب لسمعتها يزيد من عدد التهديدات بالقتل التي تتلقاها هي وعائلتها والعاملين معها، وأنها بصفتها عضوة في الكونغرس، تحظى بحماية أمنية عند ظهور هذه التهديدات.
وأشارت إلى أن ما يقلقها هو أن من يشاركونها هوياتها، أي كونها سوداء، صومالية، محجبة ومهاجرة، سيعانون من عواقب كلماته، التي غالبًا ما تمر دون رادع من أعضاء الحزب الجمهوري وغيرهم من المسؤولين المنتخبين.
وشددت على أنه من واجب جميع الأمريكيين فضح هذا الخطاب البغيض عندما يسمعونه، مشيرة إلى أن هجمات الرئيس اللاإنسانية والخطيرة على المهاجرين والأقليات ليست جديدة، فعندما ترشح للرئاسة لأول مرة قبل عقد من الزمان، أطلق حملته مدعيًا أنه سيوقف هجرة المسلمين إلى هذا البلد.
وذكرت أنه منذ ذلك الحين، اتهم المهاجرين الهايتيين زورًا بأكل الحيوانات الأليفة، ووصف هاييتي والدول الأفريقية بأنها دول "حفر قذارة" واتهم المكسيك بإرسال مغتصبين وتجار مخدرات عبر الحدود. وأكدت أنه من غير المقبول أن يتجاهل كيف بني هذا البلد على حساب المهاجرين ويسخر من مساهماتهم المستمرة.
ورأت إلهان عمر أن مهاجمة الرئيس للمهاجرين وتضييعه الوقت في تحقيرها ومجتمعها وولايتها وحاكم الولاية هي محاولة لصرف النظر عن الأوضاع الاقتصادية التي خلقتها سياساته، وأن وعود الرخاء الاقتصادي التي قطعها خلال حملته الرئاسية العام الماضي لم تتحقق، فلم تنخفض الأسعار بل ارتفعت في كثير من الحالات. كما أضرت سياساته في التعرفات الجمركية بالمزارعين وأصحاب الأعمال الصغيرة، ولم تؤد سياساته إلا إلى مفاقمة أعباء الأمريكيين المعيشية. والآن، ومع اقتراب انتهاء صلاحية الإعفاءات الضريبية لقانون الرعاية الصحية الميسرة، فإن تكاليف الرعاية الصحية للأسر الأمريكية سترتفع بشكل كبير وسيواجه ملايين الأشخاص خطر فقدان تغطيتهم بموجب مشروع قانون السياسة الداخلية الذي يحمل توقيعه.
وأكدت عمر أن الرئيس يعلم أنه فشل، ولهذا يلجأ إلى الحيل التي يعرفها وهي تأجيج التعصب والكراهية. وأضافت أنه عندما أدت اليمين الدستورية في الكونغرس عام 2019، التفت إليها والدها وأعرب عن حيرته من أن زعيم العالم الحر كان يستهدف عضوا جديدا في الكونغرس، وهو واحد من أصل 535 عضوا في الهيئة التشريعية. وأشارت إلى أن هدف الرئيس ربما كان محاولة إحباطها، لكن مجتمعها وناخبيها ساندوها آنذاك، كما يفعلون الآن.
وأردفت قائلة إنها لطالما أكدت أنه على الرغم من برودة مينيسوتا، إلا أن أهلها طيبون القلب، وأن مينيسوتا مميزة، ولذلك، عندما وصل هذا العدد الكبير من الصوماليين إلى هذا البلد، اختاروها وطنًا لهم. وأعربت عن امتنانها العميق لشعب مينيسوتا على كرمهم وكرم ضيافتهم ودعمهم لكل جالية مهاجرة في ولايتهم.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أنهم لن يسمحوا لترامب بارهابهم أو إضعافهم، وأنهم ليسوا خائفين، ففي النهاية، لم يرحب سكان مينيسوتا باللاجئين فقط، بل أرسلوا واحدا منهم إلى الكونغرس.
المصدر:
القدس