الحقيقة المرة التي يجب أن نواجهها بشجاعة ودون مواربة وبصريح العبارة وهي: الضفة تضيع. الضفة تُضم مترا مترا وشبرا شبرا. الضفة تغيرت تماما. لم يعد هناك مكان للفلسطيني إلا داخل سجنه الكبير أو الصغير. القرى تحولت إلى سجون. المدن عزلت عن بعضها عبر حواجز الإذلال والقهر والقتل.
التطهير العرقي متواصل. حرب الإبادة والتهجير مستمرة في غزة وفي الضفة الغربية. لا مكان للمجاملات. هذا ما جناه علينا أوسلو والأوسلويون. هذا ما جناه علينا دعاة «سد الذرائع» بتسليم وسائل المقاومة والتنسيق الأمني.
الناس هنا فقدوا الأمل في حل عادل. بعد غزة والمؤامرة الكونية التي تجسدت في قرار مجلس الأمن الدولي 2803 والذي يشرعن الاحتلال الدائم والاستعمار الدائم والفصل بين غزة والضفة وتجريم المقاومة وسحب كل امكانياتها.
السلطة الفلسطينية تكاد تنهار تحت ضغط مزدوج: ثقل الاحتلال الإسرائيلي، وانسلاخ السلطة عن هموم الشعب ومعاناته أمام هجمات المستوطنين والاقتحامات والقتل اليومي والاعتقالات.
التوحش الاستيطاني والعنف، الذي يمارسه المستوطنون بلغ حدا لا يوصف ولا يحتمل. يشعر الناس هنا أنهم تركوا لمصائرهم فرادى دون حماية.
لقد وزّعت السلطات الإسرائيلية أكثر من 120 ألف قطعة سلاح و157 ألف رخصة سلاح على المستوطنين في الضفة الغربية، وخفّفت القيود على حيازة الأسلحة.
سكان القرى الفلسطينية قطعوا عن أراضيهم حيث أقيمت بؤر استيطانية حول كل قرية على شكل قوس. قد تكون البؤرة مكونة من بيت من القصدير أو خيمة يسكنها شخص واحد أو عائلة.
إحدى المعلمات قالت لي إنها تتقاضى نصف راتب منذ ثلاث سنوات. ومقابل ذلك تفتح المدرسة أبوابها للأطفال ثلاثة أيام فقط.
آخر هموم الشعب الفلسطيني هي الانتخابات. فقد دعا الرئيس محمود عباس لإجراء انتخابات المجالس البلدية. ولكن بشرط أن تتم حسب شروطه.
القتل المتواصل والاقتحامات والمداهمات وهدم البيوت وعنف المستوطنين وحواجز الإذلال تؤدي إلى التهجير.
المصدر:
القدس