أعلن حزب الله اللبناني مساء الأحد، بشكل رسمي اغتيال القيادي البارز هيثم الطبطبائي "أبو علي"، جراء الغارة الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال الحزب في بيان نعى فيه الشهيد الطبطبائي، إنه "التحق بإخوانه الشهداء بعد انتظار طويل للقاء الله، وبعد مسيرة حافلة بالجهاد والصدق والإخلاق والثبات على طريق المقاومة والعمل الدؤوب في مواجهة العدو الإسرائيلي حتى اللحظة الأخيرة من حياته المباركة".
وفي وقت سابق، تحدثت وسائل إعلام عبرية أن الهجوم طال الرجل الثاني في حزب الله أبو علي الطبطبائي، مشيرة إلى أن القصف جرى بالتنسيق المسبق مع الولايات المتحدة.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، استشهاد 5 أشخاص وإصابة 28 آخرين، جراء غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.
الطبطبائي هو قيادي عسكري بارز في حزب الله، وقاد وحدات النخبة في سوريا ولعب دورا في دعم الحوثيين باليمن، سواء عبر التدريب أو التسليح أو الإسناد.
وأدرجت الولايات المتحدة اسمه على لوائح العقوبات كـ"إرهابي عالمي"، إلى جانب رصد مكافأة مالية تصل إلى 5 ملايين دولار لمن يُدلي بمعلومات عنه.
وفق مراكز أبحاث إسرائيلية، ارتبط اسم الطبطبائي بوحدة الرضوان التابعة لحزب الله، والتي كانت مكلفة بأي عمل هجومي يخترق الحدود ويُسيطر على المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للأراضي اللبنانية.
برز الطبطبائي على أكثر من ساحة لا سيما السورية، ويُنسب إليه قيادة وحدات نخبة أشرفت على تدريب وتنسيق مجموعات مشتركة مع الحرس الثوري، وتطوير عمليات هجينة تجمع الاستطلاع والمسيّرات والضربات الدقيقة.
وزادت شهرته بعد غارة القنيطرة عام 2015، والتي قُتل فيها العميد الإيراني محمد علي الله دادي، وعناصر من حزب الله.
نقل خبرات إلى الحوثيين ووفق ما أكدته وزارة الخزانة الأمريكية، فإن الطبطبائي له ضلع في نقل خبرات حزب الله إلى الحوثيين، وذلك ضمن استراتيجية إيرانية لتوسيع نفوذ طهران وأذرعها العسكرية في الإقليم.
في أعقاب الحرب على لبنان وما أسفرت عنه من اغتيال قيادات وازنة في حزب الله، تحدثت تقارير إسرائيلية عن دوره المحوري في إعادة ترتيب صفوف الحزب، لاسيما البنية الهجومية المرتبطة بوحدة الرضوان.
تعود أصول الطبطبائي إلى الباشورة اللبنانية التي وُلد فيها، وانضم إلى حزب الله في عمر الشباب، وتدرج في الحزب حتى أصبح قائدا كبيرا في وحدة الرضوان.
وبحسب البيانات التي نشرتها الولايات المتحدة، فإن الطبطبائي يمتلك خبرة عملياتية طويلة داخل قوات الرضوان ودوائر التخطيط في الحزب.
وكان منصب رئيس هيئة الأركان لدى حزب الله يشغله فؤاد شكر قبل اغتياله في 31 تموز/ يوليو 2024.
وفق البطاقة التعريفية التي نشرها حزب الله فور تأكيد استشهاد، فقد وُلد الطبطبائي في الباشورة بتاريخ 05 تشرين الثاني/ نوفمبر 1968، والتحق بصفوف المقاومة الإسلامية منذ تأسيسها.
كان له دور ميداني في التصدي للعدوان الإسرائيلي على لبنان عام 1993 وعام 1996، وتولى مسؤولية محور النبطية منذ العام 2000 وحتى عام 2008.
واستلم مسؤولية قوات التدخل في حزب الله، وبعد استشهاد القائد الحاج عماد مغنية، شارك في تأسيس وتطوير قوة الرضوان.
وتولى مسؤولية ركن العمليات في حزب الله خلال معركة طوفان الأقصى، وكان من القادة الكبار الذين أداروا وأشرفوا على عمليات المقاومة الإسلامية خال معركة أولى البأس عام 2024.
المصدر:
القدس