في مخيم البريج وسط قطاع غزة، يجلس عشرات الطلبة الفلسطينيين بعضهم على مقاعد وآخرون على حجارة داخل خيام مهترئة تحولت إلى غرف صفية بديلة عن التي دمرتها إسرائيل في حرب الإبادة.
ثماني خيام على قطعة أرض لا تتجاوز ألف متر، هكذا تحاول وزارة التربية والتعليم إيجاد بديل عن 4 مدارس للثانوية العامة، كانت بمخيم البريج للاجئين.
الخيام نصبت إلى جانب بعضها البعض على قطعة أرض رملية لتوفير الحد الأدنى من الظروف التعليمية للطلبة الذين يسعون إلى العودة لدراساتهم.
ويعاني المعلمون من نقص حاد في توفر المستلزمات التعليمية ومن بينها المقاعد، بينما لا تتوفر القرطاسية لغالبية الطلبة الذين يعانون من ظروف اقتصادية صعبة.
وفق معطيات سابقة للبنك الدولي، فإن الإبادة حولت غالبية فلسطينيي القطاع فقراء، إذ يعتمدون في حياتهم على المساعدات الإنسانية.
في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ارتكبت إسرائيل حرب إبادة جماعية استمرت لعامين، خلفت أكثر من 69 ألف قتيل، وما يزيد عن 170 ألف جريح.
وألحقت الإبادة أضرارا طالت 95 بالمئة من مدارس القطاع، وتعرض 668 مبنى مدرسي للقصف المباشر، أي ما يعادل 80 بالمئة من إجمالي المدارس.
يقول إبراهيم محمود، مشرف ملف التعليم بمخيم البريج، إن الوزارة تمكنت في إطار جهودها لإعادة العملية التعليمية، من الحصول على قطعة أرض بديلة لتعويض 4 مدارس دمرتها إسرائيل.
ويضيف: "المدارس الحكومية تهدمت بشكل كامل، والطلاب باتوا بلا مدارس، لذا حصلنا على قطعة أرض، وأقمنا فيها 8 خيام تعليمية".
يوضح محمود أن الخيام الثمانية لا تكفي لاستيعاب كافة طلبة المخيم، ما يحرم الآلاف من الالتحاق بالتعليم.
بدوره، يقول عبد الرحيم القريناوي، مدير مدرسة فتحي البلعاوي الثانوية التي دمرها الجيش الإسرائيلي بالكامل: "نمر بظروف صعبة جدا إثر الاعتداء الوحشي على المدرسة".
ويشير القريناوي إلى نقص المستلزمات التعليمية من مقاعد وقرطاسية، ما يحول دون قدرة الطلبة على تدوين الدروس.
ورغم عدم صلاحية البيئة التعليمية، إلا أن المعلمين يبذلون جهودا كبيرة لتعويض الطلبة عن الفاقد التعليمي.
يشدد الطالب محمد الخطيب على تصميمه على العودة لدراسته رغم الظروف القاهرة، ويعرب عن آماله في سماح إسرائيل بدخول القرطاسية ومستلزمات التعليم.
ورسميا، لم تنطلق العملية التعليمية في قطاع غزة بعد، فيما ساهمت الوزارة ومؤسسات بافتتاح خيام ونقاط تعليمية لتعويض آلاف الطلبة.
المصدر:
القدس