غزة تُباد بصمت، فقط لأن الكاميرا أُبعدت والضجيج خف، لكن الدم لم يتوقف، ولا الليل هدأ، بهذه الكلمات عبّر سكان القطاع عن صدمتهم بعد تجدد الغارات الإسرائيلية على أحياء في مدينتي غزة وخان يونس، في خرق واضح للهدنة وسط صمت دولي وتجاهل مستمر لمعاناة المدنيين.
وأفادت مصادر في مستشفيات القطاع بأن الغارات الأخيرة أسفرت عن استشهاد 28 فلسطينيا وإصابة 77 آخرين منذ صباح أمس الأربعاء، بعد سلسلة غارات زعمت إسرائيل أنها استهدفت قيادات في كتائب القسام، وهو ما نفته حركة حماس، التي اتهمت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالسعي لاستئناف الإبادة الجماعية في غزة.
وأظهرت مقاطع فيديو وصور المتداولة استهداف أطفال والعائلات بأكملها، وهو ما يوثق حجم الانتهاكات ويزيد من حدة الأزمة الإنسانية في القطاع، مما أثار غضبا واسعا على منصات التواصل.
وأكد مغردون أن "وقف إطلاق النار" لم يكن سوى هدنة مؤقتة لتجديد القتل، معتبرين أن ما يجري استمرار لجريمة الإبادة منذ عامين.
وأضاف آخرون أن الغارات تأتي ضمن مخطط ممنهج، يستخدم مزاعم "الرد المشروع" أو "تحييد مقاتلين" لتبرير الاعتداءات.
وقال أحد المغردين "هل يمكنك تخيل أن العالم الذي ناشدته من أجل غرق الخيام، ستناشده اليوم لموت الأطفال؟ انظر يا رب بعين رحمتك، فالقلوب هنا تحترق".
وتساءل ناشطون آخرون "أين المنظمات الدولية؟ أين منظمات حقوق الإنسان؟ أين مجلس الأمن والأمم المتحدة؟".
وفي شهادات مؤثرة، كتب أحد النشطاء "أيها العالم.. دقق في هذه الصورة.. طفل من غزة، داهم جواره صاروخ إسرائيلي فأصيب وهو يأكل رغيفه، ظل متمسكا به حتى وصل للمشفى مغمسا بدمه! لا تمروا على جراحنا هكذا.. لا تمروا علينا هكذا.. فحالنا ينقلب بين لقمة وأخرى".
وعلق آخرون على مقاطع الفيديو: "العائلة بأكملها قتلتها إسرائيل -الأب، والأم، وأطفالهم الثلاثة- ما ذنبهم ليقتلوا؟ أين وقف إطلاق النار؟".
في حين قال آخرون "ما نعيشه ليست هدنة، بل فصلا آخر من العدوان المستمر بثوب جديد. في الظاهر سكون، وفي العمق خرائط ترسم، وواقع يفرض، وغزة تُعاد كتابتها تحت وطأة النار، بينما يتفرج العالم على تفاصيل الإبادة وهي تدون بهدوء".
وأكد ناشطون أن القصف لم يتوقف وأن آلة الموت مستمرة في استهداف المدنيين يوميا، بينما تباع للعالم رواية "تهدئة" لا يراها أحد في الشوارع المدمرة ولا في وجوه الأطفال الذين يحملون شهداء.
المصدر:
القدس