في مقال تحليلي، تزعم الكاتبة داليا شيندلين أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2803، الذي طال انتظاره، والداعم لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة، لم يُرضِ أحدا تقريبا سوى ترامب نفسه.
وتوضح أنه حتى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعم القرار ظاهريا فقط رغم أنه تضمن كلمة "مرعبة"، وهي "الاعتراف بدولة" للفلسطينيين.
وترى الكاتبة أن الشكوك حول القرار تتجاوز مواقف نتنياهو، فصياغته "المبهمة" لا تقدم إجابات واضحة بشأن عمل "قوة الاستقرار الدولية".
وتنقل عن زها حسن، الباحثة في برنامج الشرق الأوسط بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، أن القرار يرسخ فعليا "كيانا احتلاليا جديدا لغزة".
وتحذر زها من احتمال أن تصبح غزة خالية من سكانها مع انتهاء ولاية مجلس السلام بعد عامين.
وتشير شيندلين إلى أن إران إتزيون، نائب رئيس مجلس الأمن القومي السابق، انتقد نقل السلطة إلى مكمن قوة ترامب ونفوذه الشخصي.
وبرأي إتزيون، فإن الافتقار للتفاصيل يمنح نتنياهو انتصارا فعليا، "لأن معظم ما ورد في القرار الأممي لن يتحقق".
وفي تقدير المحللة السياسية شيندلين، فإن العراقيل العملية والسياسية التي تعترض تشكيل قوة دولية هي حقيقية.
وتشير إلى أن القرار يُعيد إلى الواجهة الخطاب الذي يربط بين الشروط ومراحل الإصلاح التي يُفترض بالسلطة الفلسطينية إنجازها.
ويُذكر هذا النهج بمعاهدة أوسلو من تدرج مشروط أثبت فشله المتكرر.
وتشير الكاتبة إلى تحذير الباحث ناثان براون من تحول "الحرب الأبدية إلى بؤس أبدي" ينطبق على الضفة الغربية أيضا.
ومع ذلك، ترى شيندلين أن القرار يقدم فرصا محدودة، إذ إن إدراج مصطلح "الدولة الفلسطينية" يعكس مرونة في مواقف إدارة ترامب.
كما يتضمن القرار نصا جديدا حول انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة وفق معايير وجداول زمنية تُحدَد بالتوافق مع الولايات المتحدة.
وتضيف الكاتبة أن الفخاخ كثيرة، إذ يمنح النص الجيش الإسرائيلي دورا في تحديد إذا ما كانت شروط الانسحاب قد تحققت.
وتخلص الكاتبة إلى أن حل الدولتين التقليدي القائم على التقسيم الجغرافي قد عفا عليه الزمن.
المصدر:
القدس