ارتفعت شعبية حركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار الأخير، حيث تمكنت الجماعة من تعزيز سيطرتها على الأمن وتخفيض معدلات الجريمة، ما منح السكان شعورًا أكبر بالاستقرار في ظل غياب بديل محلي قوي.
وجاء في التقرير أن شعبية الحركة زادت منذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشهر الماضي، وخطته المكونة من 20 نقطة وتشمل في واحدة منها على نزع سلاح حماس، ضمن ترتيبات أخرى لما بعد الحرب.
وترى الصحيفة أن الكثير من الغزيين يريدون خروج الحركة من السلطة، لكنهم يرحبون بجهودها لمكافحة الجريمة وتوفير الأمن لهم.
وبعد توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار، خرج مقاومو حماس إلى الشوارع كقوات للشرطة والأمن الداخلي وقاموا بدوريات في الطرق واستهدفوا المجرمين والمنافسين لهم ونقاد حركتهم.
ورغم الرؤية القاتمة للحركة من فلسطيني غزة إلا أن الكثيرين رحبوا بالدور الذي تقوم به لتخفيض معدلات الجريمة والحفاظ على الأمن.
ونقلت الصحيفة عن حازم سرور، 22 عاما قوله: "حتى من يعارضون حماس فإن ما يريده الناس هو الأمن" و"هذا لأننا نعاني من انهيار أمني بسبب السرقة والبلطجية وغياب القانون".
وأضاف: "لا أحد يستطيع وقف هذا إلا حماس ولهذا يدعمهم الناس".
وأضافت الصحيفة أن أكثر من 80 بالمئة من المساعدات الإنسانية المقدمة من الأمم المتحدة ووكالاتها الشريكة، كانت يتم اعتراضها قبل الهدنة وينهبها سكان غزة اليائسين أو تصادر من قبل عصابات مسلحة، وذلك حسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وفي الشهر الماضي، انخفضت السرقات إلى حوالي 5 بالمئة من الشحنات، حسب الوكالة التابعة للأمم المتحدة.
ورد متحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى تدفق المزيد من المساعدات و"شرطة حماس الزرقاء" التي تمنع الجريمة.
وقال الشقاقي: "لقد أثبتت هذه الحرب، إلى حد ما، لسكان غزة وغيرهم أن إسرائيل فشلت في هزيمتها، حماس لن تختفي غدا وعلينا أن نتعايش مع هذا الواقع".
وفي وقت سابق من هذا العام، تظاهر مئات الغزيين، الذين تعبوا من التشرد والجوع، ضد حماس، التي شنت هجومها على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر2023.
ولا يزال الكثير من سكان غزة يشعرون بالإحباط من حماس ويشعرون بالفزع من قمعها العنيف.
وتسيطر حماس اليوم على ما يقارب 47 بالمئة من قطاع غزة، وهي المنطقة الواقعة غرب ما يسمى بالخط الأصفر الذي يمثل نقطة انسحاب القوات الإسرائيلية بموجب المرحلة الأولى من خطة الرئيس دونالد ترامب.
أما الجانب الآخر من الخط الأصفر، أي ما يقارب 53 بالمئة من القطاع، فيخضع لسيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وانقسم الفلسطينيون الذين شملهم الاستطلاع في غزة بشأن نزع سلاح حماس، حيث عارضتها نسبة 55 بالمئة وأيدتها نسبة 44 بالمئة.
وقال الشقاقي: "هذه الأغلبية تعني أن الكثير من الناس يريدون أن تستمر حماس في امتلاك السلاح على الرغم من أنهم لا يدعمونها".
وطالما اشتكى سكان غزة من أعمال النهب والعنف التي مارستها الجماعات المسلحة في جميع أنحاء القطاع خلال الحرب.
وقال المقداد مقداد، وهو باحث يبلغ من العمر 31 عاماً ويعمل مع منظمات الإغاثة المحلية ويعيش في مدينة غزة، إن الخطر في غياب سلطة مسيطرة هو أن يتم تقسيم غزة بواسطة 10 أو 20 ميليشيا مختلفة.
ومع توقف إطلاق النار وتبدد الخوف من القصف الإسرائيلي، عاد مقداد إلى منزله، وقال إنه يشعر بأمان أكبر بعد عودة النظام إلى الشوارع.
وأضاف: "لا يريد الناس بالضرورة بقاء حماس في السلطة إلى الأبد. إنهم ببساطة يريدون الاستقرار حتى يتم تشكيل حكومة جديدة".
وفي الوقت الذي نجح فيه ترامب بوقف إطلاق النار في غزة، إلا أن الهدوء سمح لحماس بتعزيز موقفها، نظرا لعدم وجود بديل قوي عنها في المنطقة الواقعة تحت سيطرتها.
المصدر:
القدس