آخر الأخبار

"اليوم السابع" مجلة العرب في فرنسا والبوصلة فلسطين

شارك

في يناير/كانون الثاني 2026 تحل الذكرى الـ35 لانطفاء واحدة من أهم التجارب الإعلامية العربية في المهجر، وهي مجلة اليوم السابع التي ظلت تصدر أسبوعيا من باريس على مدى 7 سنوات، وشكلت منصة التقت فيها أقلام وخبرات الكتّاب من المشرق والمغرب على بوصلة واحدة هي فلسطين.

تبلورت فكرة المجلة من لحظة حرجة في مسار النضال الفلسطيني، وتحديدا عندما خرجت المقاومة الفلسطينية من بيروت في خريف 1982، ولجأت قيادتها إلى تونس، وكانت هناك حاجة لمنبر إعلامي يبث السردية الفلسطينية على أبعد مدى ممكن، دون فصل القضية عن باقي هموم الوطن العربي من المحيط إلى الخليج.

وقع اختيار الزعيم ياسر عرفات على الإعلامي الفلسطيني البارز بلال الحسن الذي تربطه به علاقة إنسانية ونضالية طويلة، وكان آنذاك ممن غادروا بيروت بعد مسيرة صحفية طويلة في بلاد الأرز توّجها بإسهاماته في إطلاق جريدة السفير اللبنانية.

وعن ظروف نشأة المجلة واختيار المكان والعنوان، يقول الحسن: "بعد الاجتياح الإسرائيلي لبيروت لجأت إلى دمشق، وذات يوم اتصل بي ياسر عرفات هاتفيا، وقال لي حضّر شنطة السفر وتعال إلى المكتب، ما كنت أعرف غرض هذه الدعوة".

استغرق التحضير عاما قبل صدور المجلة عام 1984، وعن اسمها قال الحسن: "انتشرت شائعات أن الاسم اختاره محمود درويش، وهذا ليس صحيحا، اختار الاسم الصافي سعيد".

وفي افتتاحية العدد الأول -الذي صدر في 14 مايو/أيار 1984- وضع بلال الحسن معالم الطريق وحدد البوصلة الأيديولوجية والسياسية للمجلة باعتبارها صوتا تقدميا عروبيا هاجسها الأول التصدي لكل المحاولات الرامية لنزع ثقة الأمة بنفسها.

استقطبت المجلة أسماء عربية لامعة في مجال الأدب والفكر والثقافة، وعلى رأسها محمود درويش وإيميل حبيبي وسميح القاسم، وهو ما أعطى المجلة مسحة ثقافية وفكرية قوية.

ورغم أن المجلة كانت ممولة من منظمة التحرير الفلسطينية فإن بلال الحسن لم يجعل منها لسانا ناطقا باسم المنظمة، بل لسان حال القضية الفلسطينية برمتها.

ورغم النجاح الكبير الذي حققته مجلة اليوم السابع من حيث الانتشار والتأثير فإنها لم تعمّر طويلا، ولم تنجُ مما حاولت تجنبه منذ لحظة انطلاقتها.

توقفت "اليوم السابع" عن الصدور في يناير/كانون الأول 1991 قبل أيام قليلة من بدء التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة هجوما واسع النطاق على العراق.

ورغم مرور ربع قرن على تلك التجربة المهنية الرائدة فإن صداها لم ينقطع بفعل الثورة الرقمية التي وفرت حاملا لإعادة نشر بعض محتوياتها.

يجب أن نستعد لهذا اليوم ونُحضّر له منذ الآن.
القدس المصدر: القدس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا