آخر الأخبار

فلسطين.. الحقيقة التي لا يمكن اغتيالها

شارك

في تاريخ كل أمة لحظاتٌ تَصنع امتحانها الأخلاقي، وتضعها أمام مرآتها الحقيقية. وبالنسبة للعرب، كانت تلك اللحظة -وما زالت- اسمها فلسطين. ليست فلسطين مجرد أرضٍ محتلة أو قضية سياسية، بل هي، منذ وعدٍ خُطّ بحبرٍ باردٍ قبل أكثر من قرن، الجرح الذي لم يتوقف عن النزيف، هي المحكّ الذي يُقاس به الصدق من الزيف، والرجولة من الادّعاء، هي صوت الضمير الإنساني الذي ظلّ يُطارد العالم وهو يتظاهر بالعمى.

اليوم، وبعد كل ما جرى من حروبٍ ومجازرٍ ومؤتمراتٍ وقراراتٍ لم تُنفّذ، نجد أنفسنا أمام سؤالٍ أكبر من السياسة: هل لا يزال في العالم مكانٌ للعدالة؟ وهل لا يزال في الإنسان ضميرٌ يمكن أن ينتفض حين يرى طفلا يُقتل في حضن أمّه؟ الأرض التي تُعيد تعريف الكرامة من غزة التي تشتعل كجمرةٍ في خاصرة البحر، إلى نابلس التي تُقيم الليل على صوت الرصاص، ومن جنين التي تقف بين الأنقاض وتقول 'لن نركع'، إلى طولكرم التي تُطارد حلمها في وجه الجدار؛ تتجلّى فلسطين اليوم كأعظم امتحانٍ للإنسانية في هذا العصر.

لقد حاول الاحتلال أن يجعل من الموت عادة، لكن الفلسطيني جعل من الحياة مقاومة. حاولوا أن يزرعوا الخوف في القلوب، فزرع الفلسطيني في كل بيتٍ زيتونة. أرادوا أن يُطفئوا صوته، فحوّل كلماته إلى أغنيةٍ تتوارثها الأجيال. هكذا صمد الفلسطيني، لا لأنّه يحبّ الموت، بل لأنّه يعشق الحياة التي تستحقّ أن تُعاش بكرامة.

فلسطين ليست مجرد أرضٍ محتلة، بل هي صوت الضمير الإنساني.
القدس المصدر: القدس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا