تتصاعد التوترات في منطقة رفح جنوبي قطاع غزة بسبب قضية مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العالقين، وسط جهود أميركية مكثفة للتوصل إلى حل، في وقت أعلن فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي عن رصد 4 "مقاتلين" في تلك المنطقة قال إنه قتل 3 منهم.
يعكس هذا الحادث في رفح تعقيدات المشهد الميداني والسياسي في القطاع، حيث تتداخل عمليات جيش الاحتلال مع الجهود الدبلوماسية الأميركية، وسط مخاوف من تصعيد أكبر إذا لم تُحل هذه الأزمة قبل الانطلاق إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي هذا السياق، تتواصل المساعي الأميركية للتوصل إلى صيغة تفاهم لإنهاء الأزمة، إذ نقلت القناة الـ13 الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن هناك ميلا للموافقة على التسوية الأميركية.
وتشترط إسرائيل -وفق هؤلاء المسؤولين- إخراج المقاتلين من قطاع غزة، على أن يتم نقلهم إلى تركيا ومن ثم توزيعهم على دول عدة.
ووفق مراسل الجزيرة في فلسطين إلياس كرام، فإن إسرائيل تعتبر هذا الإبعاد إلى الخارج ضروريا لمنع إعادة تسليح المقاتلين ومواجهة القوات الإسرائيلية في المناطق التي انسحبت منها، لافتا إلى مفاوضات ذات صلة بين أنقرة وواشنطن.
وتشمل جهود الوساطة -حسب كرام- تحركات مسؤولين أميركيين بارزين، بينهم المبعوث جاريد كوشنر، الذي وضع حسب وسائل إعلام إسرائيلية خطة بديلة (خطة ب) في حال فشل الجهود الحالية في حل الأزمة، معتبرا أن ما حدث اليوم في رفح قد يكون عاملا يهدد بانهيار الاتفاق برمته.
وكان جيش الاحتلال قد أعلن في بيان له، مساء اليوم الأربعاء، أن قواته رصدت 4 مسلحين في رفح، وقتلت 3 منهم، دون وقوع إصابات في صفوف الجنود.
وفي هذا السياق، نقلت القناة الـ15 الإسرائيلية عن مصادر عسكرية أن الفلسطينيين الأربعة "يُرجح أنهم جزء من عناصر حماس العالقين في أنفاق رفح".
وكانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قد حذرت الأحد الماضي، إسرائيل من أي اشتباك محتمل مع عناصرها العالقين برفح، مؤكدة أن "الاستسلام أو تسليم النفس ليسا واردين في قاموس القسام".
ومنذ الإعلان عن دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلن جيش الاحتلال عن العديد من عمليات القتل المشابهة، في محاولة لتبرير خروقاته المتكررة.
المصدر:
القدس