اختتمت جامعة القدس أعمال المؤتمر الدولي الأول لحوكمة الأراضي والمياه بإصدار "إعلان فلسطين لحوكمة الأراضي والمياه"، والذي نظمته الجامعة ومركز أبحاث الأراضي (LRC) وسلطة الأراضي الفلسطينية، بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat) وبدعم من الممثلية الهولندية – مكتب فلسطين، وبتمويل من برنامج land@Scale – RVO، وبالتعاون مع وزارة الزراعة وسلطة المياه الفلسطينية ومركز إحياء التراث والدراسات الإسلامية "ميثاق".
جاء ذلك بحضور رئيس الجامعة أ.د.حنا عبد النور، ورئيس سلطة الأراضي الفلسطينية الأستاذ علاء التميمي، ومدير عام مركز أبحاث الأراضي الأستاذ محمد حساسنة، وعدد من الوزراء والشخصيات الرسمية والاعتبارية.
وتضمن الإعلان التزام المشاركين بـالإدارة المستدامة والعادلة والشفافة للموارد الطبيعية، وتعزيز التنسيق المؤسسي والسياسات الشاملة والتعاون الدولي لضمان حماية الأراضي والمياه للأجيال الحالية والمستقبلية.
وشهد المؤتمر تبني رؤية وطنية شاملة لتعزيز الحوكمة والعدالة في توزيع الموارد، وتوصيات عملية لبناء شراكات أكاديمية ومؤسساتية وتمويلية جديدة، إضافة إلى الدعوة إلى رفع الوعي العام والطلابي بأهمية الإدارة المتكاملة للموارد الطبيعية في فلسطين.
ورحب رئيس جامعة القدس أ.د. حنا عبد النور بالمشاركين في المؤتمر، مؤكدًا أن انعقاده في رحاب الجامعة يجسد رسالتها الوطنية والإنسانية القائمة على العلم والمعرفة لخدمة التنمية المستدامة وصون كرامة الإنسان، وأوضح أن المؤتمر يشكل محطة علمية ووطنية مهمة تعكس التزام الجامعة بإدارة الموارد الطبيعية إدارة رشيدة قائمة على العدالة والشفافية والاستدامة، خصوصًا في ظل التحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه فلسطين والعالم.
وأشار أ.د.عبد النور إلى أهمية الشراكة بين الجامعة والمؤسسات الوطنية والدولية، وفي مقدمتها الممثلية الهولندية وسلطة الأراضي الفلسطينية ومركز أبحاث الأراضي، في تطوير أنظمة الحوكمة وتعزيز المساءلة في إدارة الموارد، كما عبر عن أمله في ترجمة توصياته إلى سياسات وطنية تعزز التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والحكومية والمجتمع المدني نحو إدارة مستدامة ومسؤولة للأراضي والمياه.
وأكد رئيس سلطة الأراضي الفلسطينية الأستاذ علاء التميمي، ممثلًا عن دولة رئيس الوزراء، على أهمية حوكمة الأراضي والمياه كمدخل أساسي لحماية الموارد الوطنية وضمان استدامتها، مشيرًا إلى أن هذه المؤتمر يكتسب بعدًا وطنيًا مضاعفًا في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وما يتعرض له من انتهاكات يومية لحقوقه وحريته وأراضيه من قبل الاحتلال.
من جانبه، أكد مدير عام مركز أبحاث الأراضي الأستاذ محمد حساسنة أن الحوكمة تمثل ركيزة أساسية لتمكين المجتمع الفلسطيني وتعزيز صموده على أرضه، ودعا حساسنة إلى تعميق التعاون والشراكة بين جميع الجهات المحلية والدولية العاملة في مجالي الأراضي والمياه، بما يسهم في دعم جهود التنمية المستدامة وتحقيق العدالة في إدارة الموارد.
وعبرت الممثلة الهولندية السيدة فيرا كلوك عن اعتزاز بلادها بالمشاركة في دعم هذا المؤتمر، مشيرةً إلى أن حوكمة الأراضي والمياه تمثل أولوية في السياسات الهولندية والدولية على حد سواء، وبينت أن دولًا عديدة، من بينها هولندا، تولي اهتمامًا خاصًا بوضع القوانين وتطوير أنظمة التسجيل وحماية حقوق الملكية والتمكين الإنساني من خلال الإدارة الرشيدة للموارد.
وتناولت جلسات المؤتمر ثلاثة محاور رئيسية مترابطة شملت: الإدارة المستدامة للأراضي والحوكمة، وإدارة الموارد المائية المتكاملة والتكيف المناخي، والابتكار والشباب والحلول المجتمعية. وقد ناقش الخبراء والمشاركون سبل أمن الحيازة وابتكارات التسجيل، واستخدام نظم المعلومات الجغرافية والمسوحات الجوية، وتعزيز المساواة الجندرية في الوصول إلى الأراضي، إلى جانب حوكمة المياه الجوفية والسطحية، وإعادة استخدام المياه المعالجة، واستراتيجيات التكيف مع الجفاف، إضافة إلى ابتكارات شبابية ومبادرات خضراء تدعم التنمية المستدامة والتحول الرقمي في إدارة الموارد.
وتضمن المؤتمر أربع جلسات رئيسية، بدأت بجلسة "خبرات عالمية في إدارة وحوكمة الأراضي والمياه" أدارها الدكتور محمد سليمية، بمشاركة السيدة شهد المختار من التحالف الدولي للأراضي، والسيد حقي يلدريم من الأرشيف التركي، والمهندس خلدون الخالدي مدير عام دائرة الأراضي والمساحة الأردنية، والدكتور فواز ربحي أبو حجله مدير إدارة التسجيل سابقًا بالدائرة الأردنية وخبير عقاري.
أما الجلسة الثانية بعنوان "مقاربات وزارية لإرساء سياسات حوكمة الأراضي والمياه في فلسطين"، فقد أدارها الدكتور ثمين هيجاوي، بمشاركة الأستاذ علاء التميمي رئيس سلطة الأراضي، والبروفيسور رزق سليمية وزير الزراعة، والدكتورة منى الخليلي وزيرة شؤون المرأة، والأستاذ مؤيد شعبان رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان.
وتواصلت أعمال المؤتمر في الجلسة الثالثة حول "مشاريع تنموية تدعم تنفيذ مبادئ الحوكمة"، بإدارة السيدة منى بعيرات، ومشاركة الدكتورة لبنى شاهين من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، والدكتور محمد سليمية من مركز أبحاث الأراضي، والسيدة خلود سعد من كاداستر الدولية.
واختتمت الفعاليات بـ جلسة الملصقات العلمية (البوسترات) برئاسة الأستاذ الدكتور جهاد عبادي، حيث قيمت لجنة التحكيم مجموعة من الدراسات والأبحاث في مجال حوكمة الأراضي والمياه، وتم الإعلان عن أفضل ثلاث بوسترات وتكريم أصحابها بشهادات تقدير خلال الجلسة الختامية التي أدارها الدكتور محمد سليمية.
وأكد المشاركون في ختام المؤتمر على أهمية تحويل توصيات المؤتمر إلى خطط تنفيذية وطنية، وتطوير التشريعات والسياسات بما يضمن الاستخدام الأمثل والمستدام للموارد الطبيعية، معتبرين أن هذا المؤتمر يشكل نقطة انطلاق نحو شراكة فلسطينية دولية جديدة في مجال حوكمة الأراضي والمياه.
المصدر:
القدس