أعلن جهاز الدفاع المدني بقطاع غزة، الثلاثاء، استخراج 35 جثمانا مجهولي الهوية للتعرف على هوية أصحابها بعدما تم دفنهم على عجل بإحدى مناطق القطاع خلال أشهر حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل.
وقال الدفاع المدني في بيان، إن طواقمه استخرجت جثامين 35 شهيدا مجهولي الهوية من ساحة عيادة الشيخ رضوان بمدينة غزة، الثلاثاء، ونقلتها إلى مستشفى الشفاء في المدينة ذاتها.
وأوضح أن نقل الجثامين جاء "لأخذ عينات منها وحفظها، والعمل مع المنظمات والهيئات الدولية للحصول على معلومات للتعرف على هوية تلك الجثامين".
وأشار إلى أن الطواقم ستشرع بعد "48 ساعة من وقت استخراج الجثامين، بنقلهم للدفن إلى مقبرة الصليب الأحمر في مدينة دير البلح وسط القطاع".
وساحة عيادة الشيخ رضوان، واحدة من عشرات الساحات التي استخدمها الفلسطينيون لدفن ذويهم الذين قتلتهم إسرائيل خلال حرب الإبادة التي بدأتها بغزة في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وانتهت باتفاق وقف إطلاق نار دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الفائت.
ووفق بيانات سابقة للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، فإن الفلسطينيين اضطروا لدفن ذويهم في مقابر عشوائية في الشوارع والحدائق والساحات العامة والمستشفيات.
وأشار المرصد إلى أنه طواقمه رصدت إنشاء العشرات من هذه المقابر في مناطق مختلفة من القطاع، حيث تعذر على الفلسطينيين الوصول لدفنهم في المقابر الشرعية، لخطورة الأوضاع آنذاك وصعوبة التنقل أو لوقوع المقابر ضمن مناطق كان الجيش الإسرائيلي يحتلها.
ومنذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار، نقل فلسطينيون وطواقم دفاع مدني جثامين عشرات القتلى من مقابر عشوائية لدفنهم بمقابر شرعية بعد تعرف ذويهم عليهم.
فيما يتم نقل الجثامين التي يتعذر التعرف على هوياتها للدفن في مقبرة مخصصة بمدينة دير البلح.
وتبذل الجهات المختصة بغزة جهودا مضنية بإمكانات محدودة للتعرف على هويات الجثامين إذ تلجأ لاستدعاء عائلات المفقودين، للتعرف على ذويهم من الملابس، أو ملامح الجسد كالطول والبنية والإصابات.
هذه الآلية تترك بصمة مؤلمة لدى عائلات المفقودين الذين يدرسون تفاصيل الجثامين بشكل دقيق وكامل، ولا ينجحون في العثور على ذويهم.
وخلفت الإبادة الإسرائيلية بغزة أكثر من 69 ألف قتيل وما يزيد عن 170 ألف جريح ونحو 9500 مفقود، فضلا عن دمار هائل طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية في القطاع.
المصدر:
القدس