انطلقت في إسطنبول، الثلاثاء، "القمة الدولية للمساعدات الإنسانية إلى غزة"، بهدف لفت الانتباه إلى الأزمة الإنسانية التي يعيشها القطاع وتعزيز التضامن تجاهه.
بدأت القمة، التي ينظمها وقف الديانة التركي، في أحد فنادق إسطنبول، بكلمة نائب رئيس الشؤون الدينية التركي عثمان شاهين.
وأوضح شاهين أن هذه القمة تمثل "تجسيداً لعزة الإنسانية ووعي الأخوة والضمير المشترك للأمة الإسلامية".
وأكد شاهين أن "غزة ليست رمزاً للمقاومة الجسدية فحسب، بل هي رمز للمقاومة الإنسانية والروحية أيضاً".
وأضاف: "غزة أرض مباركة حافظت على كرامتها حتى في خضم الظلم والحصار على مر تاريخها العريق. وإن المأساة الإنسانية التي تتكشف أمام أعين العالم اليوم اختبارٌ ليس لغزة فحسب، بل للبشرية جمعاء".
وتابع: "صرخات الجوعى والعطشى والأطفال الأيتام والمضطهدين في غزة، تدمي قلوبنا. وسكان غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد".
ولفت إلى أن الملايين في غزة بحاجة ماسة إلى مأوى ورعاية صحية، وأن مئات الآلاف من النساء والأطفال يعانون من صدمات نفسية خطيرة.
وأشار إلى أن هذه القمة تعتبر بالغة الأهمية لتلبية جميع هذه الاحتياجات العاجلة في قطاع غزة.
واستطرد: "نؤمن بأن أعظم دعم لغزة هو ضمان عدم نسيانها. فالنسيان هو الخطوة الأولى نحو الظلم، والتذكّر هو الخطوة الأولى نحو المقاومة".
وصرح بأن وقف الديانة التركي أرسل 1100 شاحنة محملة بالمساعدات إلى غزة خلال العامين الماضيين.
وأنهى اتفاق لوقف إطلاق النار بين تل أبيب وحماس، إبادة جماعية ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة بدعم أمريكي على مدى عامين منذ 8 أكتوبر 2023 خلفت أكثر من 69 ألف قتيل فلسطيني وما يزيد عن 170 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، مع إعادة إعمار قدرت الأمم المتحدة تكلفتها بنحو 70 مليار دولار.
إلا أن إسرائيل ارتكبت العديد من الخروقات للاتفاق أدت إلى مقتل وإصابة مئات الفلسطينيين، كما أنها لا تزال تفرض قيودا على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
ووفق بيان للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الاثنين، فإن "متوسط شاحنات المساعدات التي تدخل يوميا لا يتعدى 24 بالمئة بواقع 145 شاحنة، من عدد الشاحنات التي نص الاتفاق على دخولها بشكل يومي وتبلغ 600 شاحنة".
كما سلّط شاهين الضوء على الأزمة الإنسانية في السودان، قائلاً: "يُزهق الصراع هناك أرواح آلاف الأشخاص ويُجبر الملايين على الفرار من ديارهم. وتتفاقم الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب يوماً بعد يوم".
وأضاف: "نسأل الله أن يجعلنا من الصامدين في وجه الظلم، والداعمين للمظلومين، والمدافعين عن الحق".
وتتفاقم المعاناة الإنسانية بالسودان جراء استمرار حرب دامية بين الجيش و"الدعم السريع" منذ أبريل/ نيسان 2023، أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص.
وتستمر القمة التي يحضرها ممثلون عن أكثر من 200 مؤسسة ومنظمة من 48 دولة، لمدة يومين.
المصدر:
القدس