قال الأمين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس اللواء بلال النتشة، ان رحيل الشهيد ياسر عرفات "ابو عمار" ترك جرحا عميقا في الروح لا تداويه الايام، لما يحمله هذا الرمز الوطني العملاق من معاني كبيرة في الوطنية الفلسطينية وتمسكه بالثوابت حتى آخر رمق، ورحل شهيدا وليس طريدا كما رددها في المقاطعة وسط حصارها المشدد بالدبابات الاحتلالية. وأضاف النتشة في بيان صحفي اليوم الثلاثاء، بمناسبة الذكرى ٢١ لاستشهاد الزعيم الخالد، ان روحه الطاهرة فاضت الى بارئها ورحل جسده النقي عن مشهد الحياة لكن تاريخه الحافل بالصمود والتضحية والفداء مازال يسكن فينا على المستويين الرسمي والشعبي، مؤكدا ان الثوابت التي سار عليها مع القادة المؤسسين ستبقى الى الأبد ولن يتم التنازل عنها قيد أنملة . وشدد النتشة ان هذه الذكرى الأليمة تبعث فينا الأمل بأن النصر أت وان الحرية قريبة مهما حاول الأعداء ابعادها، مؤكدا ان على الكل الوطني ان يستلهم من الزعيم المؤسس قيم ومعاني الوحدة الوطنية التي جسدها قولا وفعلا طوال مسيرته الكفاحية التي تكللت باستشهاده. واعتبر النتشة ان المرحلة المفصلية التي يمر بها شعبنا، لا تحتمل اية مراهقة سياسية او مجازفة بالدم مرة اخرى، بل على الجميع تغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الحزبية الضيقة والاجندات الخارجية المشبوهة . وقال ان دماء الشهيد ابو عمار وكافة شهداء الكفاح والنضال الفلسطيني يجب أن تكون بمثابة النبراس الذي يهتدي به كل من ضل الطريق وانحرف عن البوصلة الوطنية، موضحا ان دماء غزة الطاهرة على مدى اكثر من عامين من الحرب الطاحنة يجب أن تكون عبرة ودرسا قاسيا لكل من حارب منظمة التحرير الفلسطينية وحاول عبثا ان يكون بديلا عنها وهو مشروع ارادته اسرائيل في ثمانينيات القرن الماضي وهاهو يحصد الفشل . ونوه النتشة بأن الشعب الفلسطيني يقف اليوم على مفترق طرق فإما حرية ودولة مستقلة وأما تصفية قضية ، مشيرا الى ان حكومة غلاة اليمين المتطرف في اسرائيل تستغل كل مسوغات ومبررات الهجوم على شعبنا لتصفيته وتهجيره. واكد ان الراحل "ابو عمار" ومن بعده الرئيس "ابو مازن" عملا على إيصال شعبنا الى بر الامان ضمن سياسة حكيمة واجندة وطنية خالصة وتمسك مكين بالثوابت الفلسطينية مما اقنع العالم بالاعتراف بالدولة الفلسطينية الواقعة تحت الاحتلال وحشد الدعم والتأييد الشعبي الدولي لقضيتنا العادلة وهو ما تجلى في تسونامي الاعترافات الأخيرة بدولة فلسطين كرد عملي على حكومة نتنياهو التي أرادت تطبيعا عربيا دون حل سياسي مع الشعب الفلسطيني وقيادته.
ودعا النتشة اخيرا الى تعزيز الوحدة الوطنية والاتفاق على القواسم المشتركة سياسيا ونضاليا بهدف تحقيق إنجازات ملموسة على أرض الواقع تضع حدا لشهوة الاحتلال الاستعمارية والدموية ومنع مخطط التهجير الذي يستهدف الشعب الفلسطيني بكليته، موجها التحية الى القيادة الفلسطينية المتمسكة بارث الراحل ابو عمار والسائرة على دربه الكفاحي الطويل .
المصدر:
القدس