في إطار مسار ممنهج لأسرلة التعليم في القدس، أطلقت الحكومة الإسرائيلية خطتين خمسيتين حملتا عنوان "الخطّة الخمسيّة: تقليص الفجوات الاجتماعية والاقتصادية والتنمية الاقتصادية لشرقيّ القدس".
بينما نُفذت الخط الخمسية الأولى بين عامي 2018 و2023 وفقا للقرار الحكومي رقم (3790)، تُنفذ حاليا الخطة الخمسية الثانية بين عامي 2024 و2028 وفقا للقرار الحكومي (880)، والتي تعثر ضخ بعض ميزانياتها بسبب الحرب المستمرة على غزة منذ عامين.
يتلقى طلاب القدس تعليمهم تحت 5 مظلات: المدارس الخاصة، مدارس الأوقاف، مدارس الأونروا، مدارس البلدية، مدارس المقاولات (خاصة مدعومة من البلدية) بعدد يتجاوز 122 ألف طالب وطالبة من مرحلة رياض الأطفال حتى الثانوية العامة.
تدّعي حكومة الاحتلال أن الهدف من هذه الخطة تحسين جودة التنفيذ، وزيادة نطاق النشاط والتأثير لصالح اندماج سكان شرقي القدس في المجتمع والاقتصاد الإسرائيلي.
ولكنّ الهدف غير المعلَن -كما يراه المقدسيون- هو المزيد من التغلغل الناعم بالمقدسيين، وربطهم بالمنظومة الاجتماعية والاقتصادية والقانونية.
في الخطة الخمسية الأولى -التي رُصدت لها ميزانية بقيمة 2.3 مليار شيكل (نحو 560 مليون دولار أميركي)- كان لقطاع التعليم حصة الأسد بميزانية قدرها 445 مليون شيكل (127 مليون دولار) قُسّمت على 5 أعوام.
وركّزت الخطة حينها على زيادة إقبال الطلبة المقدسيين على تعلم المنهاج الإسرائيليّ في المدارس، وتوسيع نطاق التعليم اللامنهجي والتعليم التكنولوجي، بالإضافة لتعليم اللغة العبرية.
استحوذ التعليم اللامنهجي في الخطة الخمسية الأولى على الميزانية الأكبر، وتنفذ فعالياته في المدارس التابعة لبلدية الاحتلال بعد انتهاء الدوام المدرسي.
ويستخدم الطلبة خلال تعلم هذه الأنشطة مصطلحات بالعبرية، بالإضافة إلى أن تعلم هذه اللغة رُصدت له ميزانية خاصة قيمتها 15 مليون شيكل (4 ملاين ونصف المليون دولار).
وقد رُصد للخطة الخمسية الحالية ميزانية قدرها 3.2 مليارات شيكل (نحو 844 مليون دولار) بزيادة قدرها مليار شيكل عن الخطة الأولى.
ورغم انخفاض الميزانيات لصالح هذه الخطة فإن بلدية الاحتلال ووزارة المعارف الإسرائيلية حرصتا على إقرار خطة طوارئ للعام الدراسي 2023-2024 فقط.
تم في ذلك العام تخصيص أعلى ميزانية للبند الأول للخطة في قطاع التعليم بهدف زيادة عدد الطلبة المقدسيين الذين يدرسون المنهاج الإسرائيلي.
بالعودة إلى البنود المتعلقة بقطاع التعليم -والتي أُقرت في هذه الخطة قبل اندلاع الحرب- فقد جاء فيها أنها تسعى لزيادة عدد الطلبة الذين يتخرَّجون من المدارس بـ"البجروت" الإسرائيلي.
ورصدت وزارة المعارف الإسرائيلية ميزانية بقيمة 300 مليون شيكل (نحو 90 مليون دولار) لتمويل المؤسسات التعليمية في القدس بشرط تدريس المنهاج الإسرائيلي.
المصدر:
القدس