أم محمد حجازي إحدى النازحات إلى المبنى، لم أجد مأوى أو حتى خيمة تأوي أسرتها غير مبنى الإغاثة التركية.
محمد مرشود: الدمار يعم المدينة ولا نملك منزلا أو خيمة تؤوينا، ولا حتى القدرة المالية على شراء خيمة.
بعد عامين من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي خلفت آلاف الضحايا ودمارا واسعا في البنية التحتية والمنازل، وجد الفلسطينيون أنفسهم بلا مأوى، يحملون ما تبقى من حياتهم على أكتافهم، ويبحثون عن سقف يحميهم من البرد والجوع والخوف.
وفي ظل غياب الخيام والملاجئ، لجأت عائلات نازحة إلى مبنى متضرر تابع لهيئة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH) في مدينة غزة، بعدما فقدت منازلها بالكامل خلال الإبادة الإسرائيلية، ولم تجد مكانا آخر تأوي إليه.
هذا المبنى الذي أحرق ودمرت أجزاء كبيرة منه خلال عمليات الجيش الإسرائيلي، تحول إلى مأوى اضطراري يضم أطفالا ونساء وشيوخا يفترشون الأرض وسط جدران متصدعة محترقة.
ورغم خطورة المكان وقساوة الظروف، فضل النازحون الاحتماء بين أنقاضه على البقاء في العراء.
والأحد، حذرت بلدية غزة، من تفاقم الكارثة الإنسانية الكبيرة التي تعيشها المدينة بالتزامن مع بدء موسم الأمطار، في ظل الدمار الواسع الذي ألحقته حرب الإبادة الجماعية بالبنى التحتية.
ووفي 16 أكتوبر/تشرين الأول الماضي المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، أن القطاع "منطقة منكوبة بيئيا وإنشائيا" جراء الإبادة الجماعية الإسرائيلية التي خلفت نحو 70 مليون طن من الركام، وقرابة 20 ألف قذيفة وصاروخ غير منفجرة تشكل خطرا دائما على المدنيين.
وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بدأت إسرائيل إبادة جماعية بغزة بدعم أمريكي، استمرت لعامين، وخلفت أكثر من 69 ألف قتيل وما يزيد عن 170 ألف جريح، وألحقت دمارا طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية في القطاع.
وانتهت الحرب باتفاق وقف إطلاق نار بين حماس وإسرائيل دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر المنصرم.
وقالت الفلسطينية أم محمد حجازي، إحدى النازحات إلى المبنى، إنها اضطرت للنزوح من حي الشجاعية إلى جنوب القطاع خلال الحرب، لكن مع وقف إطلاق النار عادت إلى غزة دون أن تجد مأوى أو حتى خيمة تأوي أسرتها.
وأضافت: "رجعنا على الشجاعية، لكن بيتي مهدوم، وصرت أبحث عن مكان نقدر نعيش فيه، وجدنا مبنى تابعا لمنظمة IHH، فدخلنا إليه، وحاليا نسعى لإصلاح جزء صغير منه لنقيم فيه مؤقتا، رغم أن المبنى محروق بالكامل".
وتابعت: "الوضع في غزة مأساوي، لا أكل، ولا شرب، ولا حتى خيمة تحمينا".
فيما قال الفلسطيني محمد مرشود، وهو نازح آخر يقيم في المبنى ذاته: "الدمار يعم المدينة، ولا نملك منزلا أو خيمة تؤوينا، ولا حتى القدرة المالية على شراء خيمة، لذلك لجأنا إلى هذا المبنى رغم أنه متضرر ومحترق".
وأوضح أنه لا خيار أمامه سوى هذا المبنى الذي أحرقه الجيش الإسرائيلي خلال الإبادة.
وخلال موسمي الشتاء في عامي الإبادة، اقتلعت الرياح العاتية وأغرقت مياه الأمطار عشرات الآلاف من خيام النازحين، ما أدى أيضا إلى تلف مستلزماتهم الشخصية بعدما اكتست بالطين.
ونهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، قال المكتب الإعلامي الحكومي إن 93 بالمئة من إجمالي خيام النازحين في القطاع انهارت ولم تعد صالحة للإقامة، بواقع 125 ألف خيمة من أصل 135 ألفا.
ورغم انتهاء الحرب، ما زال النازحون الفلسطينيون يعيشون ظروفا إنسانية كارثية في ظل نقص توفر مقومات الحياة وصعوبة الوصول إلى الأساسيات بعدما حولتهم الحرب، وفق معطيات البنك الدولي، إلى فقراء.
المصدر:
القدس