بينما تتجه الأنظار إلى قصف وحصار في قطاع غزة، تتصاعد في الضفة الغربية موجة اعتداءات غير مسبوقة ينفذها مستوطنون إسرائيليون على المدن والقرى الفلسطينية، بحماية جيش الاحتلال، فزرعت خوفا واسعا وألحقت أضرارا بالمنشآت والمزارعين والأهالي.
تصدرت مقاطع فيديو من مدن وبلدات مختلفة في الضفة الغربية قائمة المواد المتداولة على المنصات الفلسطينية، تُظهر مستوطنين مدججين بالسلاح يهاجمون البيوت ويطلقون النار باتجاه الأهالي، وسط وجود قوات الاحتلال التي لم تتدخل لوقف الاعتداءات، بل حمتهم.
كما وثقت عدسات الصحفيين والنشطاء عمليات إحراق منازل ومركبات، واقتحام قرى، والاعتداء على المزارعين والرعاة، في مشاهد عمّت المنصات وأثارت موجة غضب واسعة وتنديدا شعبيا.
ووصف ناشطون ما يحدث في الضفة الغربية المحتلة بأنه "إرهاب محمي رسميا"، ينفذه مستوطنون ينتمون إلى منظمات متطرفة لها أهداف واضحة في المدن والقرى الفلسطينية.
وأشار ناشطون آخرون إلى أن المستوطنين ليسوا أفراداً طائشين أو "طرفًا ثالثا"، بل هم الوجه المكشوف للاحتلال، الذراع التي تقوم بما لا تريد الحكومة الإسرائيلية أن توقّع عليه.
وأضافوا أن هذه ليست "اعتداءات فردية" كما يدّعون، بل سياسة دولة كاملة تحمي المستوطن، وتسلحه، وتفتح له الطريق، وتغلق التحقيقات، وفعل إبادة ممنهج، بحيث يُقال لاحقا: لا يوجد أحد هنا.
ولفت عدد منهم إلى أن المستوطن هو "الجندي الذي نُزع عنه الزي العسكري فقط"، والاحتلال هو من يعطيه القرار ويغطي جريمته.
ورأى مغردون أن تصاعد هجمات المستوطنين في الضفة يأتي ضمن سياسة إسرائيلية منظمة لفرض واقع استيطاني جديد، واستغلال انشغال العالم بغزة لتوسيع السيطرة على الأرض.
وحذر عدد منهم من استمرار الصمت الدولي، حتى لا تتحول الضفة إلى ساحة مفتوحة لإرهاب المستوطنين، دون رقيب أو محاسبة.
وأشار مدونون إلى أن اعتداءات عصابات المستوطنين تجاوزت كل الحدود، وهي تجري على مرأى ومسمع العالم وكل الحكومات التي تدعي الحرص على القانون الدولي، لكنها ترفض فرض أي عقوبات على منظومة الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلية.
واختتم مدونون "إن الضفة لم تعد تشهد اعتداءات متفرقة، بل سياسة منهجية لخلق منطقة طاردة للسكان، بحماية جيش الاحتلال وتواطؤ دولي.
في ذات السياق، قالت الأمم المتحدة، الجمعة، إن المستوطنين الإسرائيليين نفذوا ما لا يقل عن 264 هجوما على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة في أكتوبر/تشرين الأول، وهو ما يمثل أكبر عدد شهري منذ أن بدأ مسؤولو المنظمة الدولية في تتبع هذه الهجمات في عام 2006.
المصدر:
القدس