تناولت صحف ومواقع عالمية تطورات الحرب في قطاع غزة وما بعدها، مركزة على تعثر المفاوضات بشأن مصير مقاومي رفح المحاصرين، وعلى تزايد جرائم الجيش الإسرائيلي بحق الأطفال في الضفة الغربية، فيما سلطت تقارير أخرى الضوء على معاناة المدنيين بدارفور، وأزمات إقليمية ودولية أخرى.
وتناولت صحيفة واشنطن بوست الأميركية جهود الإغاثة في غزة بعد اتفاق وقف الحرب، مشيرة إلى أن منظمات إنسانية رحبت بقرار تولي مركز التنسيق المدني العسكري في كريات جات إدارة ملف المساعدات بدلا من إسرائيل، وهو ما اعتُبر خطوة لتقليص عرقلتها المستمرة لجهود الإغاثة.
ونقلت الصحيفة عن الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند قوله إن تل أبيب عطلت مرارا البنود الإنسانية في خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لكنه اعتبر أن إشراف القيادة الوسطى الأميركية على العمليات الإنسانية "خبر سار" يعزز فرص تنفيذ الالتزامات على الأرض.
كما نقلت عن موظف أميركي سابق في المركز قوله إن وجود الجيش الأميركي في موقع الإشراف يضمن مستوى أكبر من الشفافية، إذ باتت واشنطن تضع سمعتها على المحك، الأمر الذي سيدفعها لتكثيف رقابتها على العمليات الميدانية.
أما فايننشال تايمز البريطانية فتحدثت عن الغموض المحيط بمصير مجموعة من مقاومي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) داخل نفق في منطقة تقع وراء الخط الأصفر قرب رفح، مؤكدة أن المفاوضات بشأنهم ما زالت عالقة رغم محاولات سابقة للتوصل إلى تسوية.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع أن اتفاقا كان وشيكا قبل أن تفشله الخلافات السياسية داخل الحكومة الإسرائيلية، إذ رفض وزراء اليمين المتطرف أي صيغة تسمح بخروج هؤلاء المقاتلين أحياء، معتبرين أن ذلك يتناقض مع هدف الحرب المعلن المتمثل في "نزع سلاح حماس".
وأضاف المصدر أن جميع الأطراف، بما في ذلك الوسطاء الدوليون، باتوا تحت ضغط كبير لإيجاد مخرج يوقف التوتر في الجنوب، في حين تسود حالة من القلق بين العائلات التي لم تعرف مصير أبنائها منذ أسابيع.
وفي تقرير إنساني من داخل غزة، نشر موقع ذي إنترسبت الأميركي مقالا للكاتبة والطالبة تقوى الواوي تحت عنوان "طلاب غزة واصلوا دراستهم وسط الركام الذي سببته الحرب الإسرائيلية"، عارضا مشاهد من إصرار الشباب على استكمال تعليمهم رغم الدمار.
وأشار المقال إلى أن العملية التعليمية في القطاع أصبحت شكلا من أشكال المقاومة، إذ يرى الطلاب أن مواصلة الدراسة تحدٍّ للموت ومحاولة لاستعادة الحياة من تحت الأنقاض، غير أن الجامعات تواجه اليوم أزمة تمويل حادة تهدد استمرارها بعد تدمير منشآتها.
وفي تقرير لصحيفة لوموند الفرنسية، تصدّر ملف استهداف الجيش الإسرائيلي للأطفال في الضفة الغربية المشهد، إذ أكدت الصحيفة نقلا عن الأمم المتحدة أن 44 قاصرا قتلوا برصاص الجيش منذ مطلع العام، وسط إفلات شبه تام للجناة من العقاب.
وسرد التقرير قصة الطفل محمد الحلاق (12 عاما) الذي أرداه جندي إسرائيلي برصاصة قرب منزل جده في بلدة قريبة من الخليل، ثم رفع سلاحه احتفالا بمقتله وفق شهود عيان، وهي حادثة وصفها التقرير بأنها "دليل على ثقافة الإفلات من العقاب".
وفي سياق الأوضاع بالسودان، سلطت تايم الأميركية الضوء على الأوضاع المأساوية في مدينة الفاشر بإقليم دارفور، ناقلة عن عمال إغاثة عائدين أن المدينة شهدت فظائع كبرى وأحداثا دموية خلفت دمارا واسعا بين المدنيين.
وأشار أحد الشهود إلى أن "كل أسرة هناك فقدت فردا على الأقل"، فيما أكدت المجلة أن السكان يعيشون في ظل قصف متواصل ونقص حاد في الغذاء، مما أدى إلى انتشار الجوع وتفكك العائلات، ووجود مئات الأطفال بلا مرافقين بعد فقدان ذويهم.
في الملف العراقي، أجرت وول ستريت جورنال مقابلة مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قبل الانتخابات البرلمانية المقررة الثلاثاء المقبل، حيث أكد أن بلاده "نجت من الانجرار إلى حرب بين إسرائيل وإيران"، مشيرا إلى أن علاقات العراق الخارجية تقوم على مبدأ التوازن والمصلحة الوطنية.
وأوضح السوداني أن حكومته تسعى إلى تحويل العلاقة مع واشنطن من طابع أمني إلى شراكة اقتصادية وتجارية، مبينا أن "المليشيات العراقية أصبحت اليوم مؤسسة رسمية خاضعة للدولة"، في إشارة إلى سعيه لتقليص الفوضى الأمنية.
وفي مقال نشرته مجلة فورين بوليسي الأميركية، وُجهت انتقادات حادة للاتحاد الأفريقي واتهامات له بفقدان دوره التحرري وتحوله إلى "نادٍ للرؤساء"، بعد أن أصبح يكتفي بتهنئة قادة استبداديين على فوزهم في انتخابات مزورة دون إبداء مواقف حازمة ضد القمع في القارة.
وأشار المقال إلى أن الاتحاد بات غائبا عن القضايا المصيرية التي تمس شعوب أفريقيا، سواء ما يتعلق بالتهديدات الغربية بالتدخل العسكري أو بسياسات التمييز الاقتصادي، متهما دوله بأنها استبدلت بروح التحرر أجندات ضيقة ومصالح آنية.
واختتمت وول ستريت جورنال الأميركية تغطية اليوم بتحذير من تداعيات استمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة على الشركات الصغيرة، مبينة أن تعطيل منح القروض الاستثمارية في هذا التوقيت الحرج يهدد بانهيار آلاف المشاريع.
ودعا المقال السياسيين الأميركيين إلى تجاوز خلافاتهم سريعا ووضع حد للإغلاق، مؤكدا أن الاقتصاد المحلي "لن يتحمل مزيدا من الشلل"، وأن الشركات الصغيرة تشكل عصب الإنتاج في البلاد، وأي ضرر يلحق بها سينعكس مباشرة على سوق العمل والنمو العام.
المصدر:
القدس