الحدث الفلسطيني
أفادت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) نقلا عن مصادر فلسطينية ومصرية، بانعقاد اجتماع هذا الأسبوع في القاهرة يضم عددا من الفصائل الفلسطينية، بينها حركة حماس، لبحث ملامح إدارة انتقالية لقطاع غزة في المرحلة المقبلة.
وقالت المصادر إن الفصائل ستناقش تشكيل لجنة تكنوقراطية تتولى إدارة شؤون القطاع، بما في ذلك اختيار رئاستها، وما إذا كانت ستعمل تحت مظلة السلطة الفلسطينية في حال استمرار وقف إطلاق النار الحالي.
وذكرت “بي بي سي” أن الاجتماع يأتي استكمالا لسلسلة لقاءات شهدتها القاهرة الأسبوع الماضي، تضمنت اجتماعا بين وفد من حماس برئاسة خليل الحية، ووفد من حركة فتح برئاسة حسين الشيخ، نائب الرئيس الفلسطيني، وماجد فرج، رئيس جهاز المخابرات الفلسطيني، لبحث ترتيبات ما بعد وقف إطلاق النار في غزة.
وسبق ذلك، وفق مصادر مصرية، لقاء بين رئيس جهاز المخابرات المصري اللواء حسن رشاد ووفد حركة فتح، أعقبه اجتماع موسّع للفصائل الفلسطينية من دون مشاركة فتح.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست، أمس الأحد، عن مسؤولين عرب وفلسطينيين قولهم إن ثماني فصائل، من بينها حماس، ستعمل خلال اجتماع القاهرة على التوصل إلى توافق بشأن العناصر الأساسية للإدارة الانتقالية في غزة.
وبحسب المسؤولين، من المنتظر أن تخوض الفصائل نقاشات حول رئاسة لجنة التكنوقراط المقترحة، وما إذا كانت ستعمل تحت مظلة السلطة الوطنية الفلسطينية. وأشاروا إلى أن الهيئة الإدارية الفلسطينية، إذا تشكلت، قد تعمل إلى جانب أو ربما تحل محل ما يُعرف بـ "مجلس السلام" الوارد في خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لتتولى مهام الأمن داخل القطاع بدلا من قوات أجنبية يدرس نشرها لهذا الغرض.
وأضافت المصادر أن مناقشات منفصلة تجرى حول تشكيل قوة متعددة الجنسيات لحفظ الاستقرار في غزة.
وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في تصريحات للصحيفة الأميركية، إن الهدف من الاجتماعات هو إنشاء لجنة إدارية مكونة بالكامل من التكنوقراط من غزة، مضيفا أن "الهدف الرئيسي هو تمكين الفلسطينيين، بمن فيهم السلطة الفلسطينية، من إدارة غزة كجزء لا يتجزأ من الضفة الغربية وكخطوة نحو إقامة الدولة الفلسطينية".
وأوضح عبد العاطي أن أعضاء اللجنة سيتولون إدارة الشؤون اليومية للسكان، فيما تُكلَّف أجهزة الشرطة المحلية بتطبيق القانون وحفظ الأمن، مشيرا إلى أن مجلس الأمن الدولي سيحدد التفويض الدقيق لـ "مجلس السلام" وعلاقته باللجنة الفلسطينية، لكنه شدد على أن مصر والفصائل الفلسطينية متفقون على أن الشؤون المدنية في غزة يجب أن تُدار من قبل الفلسطينيين أنفسهم.
من جانبه، قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، أمس الأحد، إن التحضيرات جارية لعقد مؤتمر القاهرة للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في قطاع غزة بمشاركة عربية ودولية.
وكانت الفصائل الفلسطينية قد أعلنت في 24 تشرين الأول الماضي عقب اجتماع سابق في القاهرة، اتفاقها على سلسلة من الخطوات السياسية والإدارية المتعلقة بمستقبل القطاع، أبرزها تشكيل لجنة فلسطينية مؤقتة من المستقلين لإدارة شؤون غزة، والدعوة إلى إصدار قرار من مجلس الأمن لنشر قوات أممية مؤقتة لمراقبة وقف إطلاق النار.
المصدر:
الحدث