آخر الأخبار

جيش الاحتلال يتدرب على "سيناريو السابع من أكتوبر" من لبنان

شارك

الحدث الإسرائيلي

نفّذ جيش الاحتلال منذ مطلع الأسبوع مناورة ميدانية واسعة على طول الحدود الشمالية، استمرت نحو 30 ساعة وانتقلت خلالها الوحدات من تمارين دفاعية شاملة إلى مرحلة تحوّل هجومي محاكي للاقتحام داخل الأراضي اللبنانية. التقرير الذي نشرته صحيفة "معاريف" العبريّة وصف التمرين بأنه محاكاة لهجوم مفاجئ وعريض النطاق على المستوطنات الحدودية، مستلهمًا دروس ما حدث في السابع من أكتوبر الماضي.

تركّز أحد السيناريوهات الرئيسية على اختبار قدرة القوات على التصدي لاقتحام متزامن لمستوطنات ساحلية، أبرزها نهاريا، عبر هجوم بري وبحري وجوي لكتائب افتراضية تضمّ مئات المقاتلين الذين يحاولون السيطرة على مستوطنة وسلاسل مستوطنات قريبة، بالتوازي مع هجمات على مواقع ومراكز عسكرية إسرائيلية. التمرين شمل أيضاً اختبار خطوط الإسناد، التواصل بين الوحدات، وإجراءات الانتقال من الدفاع إلى الهجوم داخل العمق.

أفاد ضباط شاركوا في المناورة بأن بعض الوحدات لم تنجح في تنفيد مهامها كما هو متوقع، ما دفع الجيش إلى تبديل تشكيلات ونشر احتياطيات بين الجبهات. وفي حديث نقلته الصحيفة قال أحد الضباط إن الهدف من المناورة "معاينة أقصى السيناريوهات وإخضاع القوات لضغوط ميدانية شديدة تحاكي انهيار المنظومات كما جرى في السابع من أكتوبر"، مضيفًا: "لم نشهد انهيارات شاملة كما في الماضي، لكن أردنا اختبار تصرّف القوات تحت ضغط شديد، ومن الواضح أن الأداء تحسّن".

وقال مسؤول عسكري رفيع المستوى إن التمرين يجري على فرضية أن أي هجوم من حزب الله قد يصل مفاجئًا ومن دون إنذار استخباري كافٍ. وشرح المصدر: "لا نستخف بالمخابرات، لكنها لن تعرف كل شيء دائمًا. لذلك نفترض أن أي تصعيد سيقع بغتة، وعلينا أن نربط النقاط سريعًا لبناء الصورة الكاملة". في المقابل قدّر المسؤول تراجع قدرات حزب الله خلال العامين الأخيرين لكنه نبّه إلى محاولات إعادة التنظيم لدى الأخير، مع محدودية حالية في قدراته على تنسيق هجمات جوية وبرية وبحرية مشتركة.

أشارت قيادة المنطقة الشمالية إلى تغيّر جذري في عقيدة الدفاع الحدودية منذ أكتوبر الماضي؛ فقد جرى إنشاء خمسة مواقع متقدمة داخل جنوب لبنان تعمل كخط دفاع أمامي لحماية مستوطنات الجليل، وتعزيز كل مستوطنة بقوات مشاة دائمة ووحدات طوارئ محلية، وتطوير القدرات النارية وفرق تدخل سريع ميداني للتعامل مع أي خروقات محتملة. كما جرى تحديث قواعد الانتشار والتهيؤ للرد السريع داخل العمق اللبناني في حال تحول الدفاع إلى هجوم مضاد.

رغم ذلك عبّر الضابط الرفيع عن قلقه الأكبر من "المجهول" الذي قد يظهر على الساحة، قائلاً إن "أكثر ما يقلقنا هو ما لا نعرفه بعد"، مؤكداً أن التدريب المستمر على أقصى السيناريوهات هو وسيلة لمواجهة أي مفاجآت محتملة. وأضاف: "نحن نعلم كيف نقيّم التهديدات ونتدرب على الحافة، فالحرب المقبلة قد تبدأ في أي لحظة ومن حيث لا نتوقع".

تُظهر المناورة تواصلًا في سياسات التأهب والردع لدى جيش الاحتلال بعد دروس أكتوبر، وفي الوقت نفسه تبرز هشاشة طرفي المواجهة: تخريبات وإخفاقات ميدانية قد تظهر تحت ضغط مفاجئ، من جهة، ومحاولات إعادة تنظيم من جانب جماعات مسلحة إقليمية من جهة أخرى. السيناريوهات التي جُرّبت خلال الأيام الماضية امتداد لجهود إعادة تشكيل خطوط الدفاع والبنية التشغيلية، لكنها أيضاً تذكير بأن ساحات المواجهة الإقليمية تبقى حاضرة بتهديدها المستمر وغير المتوقع.

الحدث المصدر: الحدث
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا