ترجمة الحدث
انتقد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو رئيس جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي "الموساد" ديفيد بارنيع، متهمًا إياه بإخفاء معلومات أدت — بحسب قوله — إلى تقديم موعد العملية التي استهدفت أجهزة الاتصال "البيجر" التابعة لحزب الله، والمضي بسرعة أكبر في المواجهة مع لبنان.
في مقابلة بثت مساء السبت على قناة 14، قال نتنياهو إن الاستخبارات أبلغته متأخرًا بأن حزب الله أرسل أجزاءً من أجهزة "البيجر" لفحصها في إيران، مشيرًا إلى أن هذا التطور دفعه للموافقة على تفعيل العملية فورًا خشية أن تُكتشَف مواد متفجرة داخل الأجهزة. وأضاف: "سألتهم: متى حدث هذا؟ فقالوا: قبل أسبوع. قلت: ماذا؟ ثم قررنا التشغيل — فشغّلناها".
وذكر نتنياهو أن تنفيذ العملية كان بمثابة "ضربة هائلة لحزب الله" وأسهم في "إحباط معنوي كبير"، كما أدى — بحسبه — إلى تقديم موعد الخطوات العسكرية بنحو ثلاثة أسابيع، مع توضيحه أن المرحلة التالية كانت تركز على "مخزون الصواريخ".
الاتهامات العلنية من نتنياهو إلى رئيس جهاز استخباراتي بارز تضع تساؤلات حول آليات التنسيق بين القيادة السياسية الإسرائيلية والدوائر الأمنية والاستخباراتية، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بمعلومات حساسة قد تؤثر في توقيت ونتائج عمليات ميدانية. مراقبون للشأن الأمني الإسرائيلي شددوا على أن كشف تفاصيل تنفيذية من هذا النوع قد يثير مخاوف بشأن كشف مصادر وطرق عمل استخباراتية.
من جهته، لم تتوفر تصريحات فورية معلنة من مكتب رئيس الموساد تحدد موقف الجهاز من الاتهامات الواردة في مقابلة نتنياهو، فيما تبدو المسألة محل متابعة داخل أروقة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية (حتى وقت نشر هذا الخبر لم يصدر تعليق رسمي مفصّل عن جهاز الموساد).
قضية "البيجر" وعمليات استهداف أجهزة اتصال لحزب الله طرأت مرارًا في خطابات وتصريحات إسرائيلية وسجالات إعلامية خلال الأشهر الماضية، ولاقت تغطية واسعة في الصحافة المحلية والدولية لما تنطوي عليه من دلالات على مستوى المواجهة مع إيران وحزب الله. تصريحات نتنياهو الأخيرة تعيد إلى الواجهة النقاش حول حدود الإفصاح السياسي عن تفاصيل عمليات استخباراتية وحساسية التنسيق بين جهات القرار المختلفة.