آخر الأخبار

تقرير: الدول العربية تبادلت معلومات أمنية مع إسرائيل في الحرب بما يشمل قطر

شارك

ترجمة الحدث

في تقرير استقصائي جديد، كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن وثائق مسرّبة من وزارة الدفاع الأمريكية تُظهر حجم التعاون الأمني والعسكري المتزايد بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، رغم المواقف العلنية التي تُدين العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وتشير الوثائق إلى أنّ ما يدور خلف الكواليس يختلف تمامًا عمّا يُقال أمام الإعلام، إذ يجري تنسيق عسكري واستخباري واسع بين تل أبيب ودول مثل قطر والسعودية ومصر والأردن والبحرين والإمارات، حتى في ذروة الحرب.

توضح الوثائق، التي نشرتها الصحيفة يوم السبت، أنّ هذا التعاون لا يقتصر على الاجتماعات الدبلوماسية، بل يشمل تدريبات ميدانية مشتركة وتبادل معلومات حساسة في قواعد عسكرية داخل أراضي تلك الدول، بما في ذلك قاعدة “العديد” الجوية في قطر.

وتأتي هذه الأنشطة بالتوازي مع تصريحات رسمية عربية تُحمّل إسرائيل مسؤولية ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في غزة، كما قال أمير قطر في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في تناقض صارخ بين الخطاب العلني والتحركات الفعلية خلف الأبواب المغلقة.

وبحسب التقرير، فإنّ هذه العلاقات الأمنية تطورت خلال السنوات الأخيرة بجهد مباشر من القيادة المركزية للجيش الأمريكي (CENTCOM)، التي تسعى إلى بناء شبكة إقليمية لمواجهة الإيرانيين في المنطقة. وتشمل أوجه التعاون اجتماعات تخطيط في البحرين ومصر والأردن، إلى جانب تدريبات على مواجهة الأنفاق وهي خبرة تمتلكها إسرائيل بكفاءة عالية وتشاركها مع نظرائها العرب في إطار التعاون الجديد.

وتكشف إحدى الوثائق أنّ وفدًا إسرائيليًا وصل في أيار/مايو 2024 إلى قاعدة عسكرية في قطر على متن طائرة سرّية مباشرة من تل أبيب، دون المرور بالمعابر المدنية، للحفاظ على سرّية اللقاءات. وتشير الصحيفة إلى أنّ قطر، رغم مواقفها السياسية الحادة ضد إسرائيل، تحتفظ بعلاقات وثيقة معها على المستوى الأمني والاستخباري، مدفوعة بعلاقتها المتينة مع واشنطن ودورها كأحد أهم حلفائها في الخليج.

ومع أنّ الوثائق تؤكد أنّ هذا التعاون لا يُشكّل تحالفًا رسميًا، إلا أنّها تكشف عن تعليمات واضحة بعدم التصوير أو تسريب أي تفاصيل للصحافة، مع التشديد على احترام الحساسيات الثقافية والدينية للطرفين، بما في ذلك قواعد الطعام الحلال والكوشر. وفي المقابل، شمل التنسيق الدفاعي تبادل بيانات عن أنظمة الدفاع الجوي، وتطوير قنوات اتصال مشفّرة بين الجيوش، وخططًا لإنشاء مركز إقليمي للأمن السيبراني وتبادل المعلومات في الخليج.

غير أنّ هذا التقارب لم يخلُ من توتّرات خطيرة، أبرزها الغارة الإسرائيلية على العاصمة القطرية الدوحة، التي نُفذت من دون أي تنسيق مسبق مع قطر أو الولايات المتحدة. وتقول مصادر أمنية أمريكية إنّ الحادثة أثارت قلقًا واسعًا في الخليج من نزعة إسرائيل للعمل منفردة في الإقليم حتى على حساب حلفاء واشنطن. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني أمريكي سابق قوله إنّ “إسرائيل باتت تتصرف كما لو أنّ بإمكانها تنفيذ أي عملية دون أن تُكتشف”.

ورغم ذلك، تبدو هذه الدول العربية عاجزة عن قطع هذا التعاون، نظرًا لاعتمادها الكبير على المظلّة الأمنية الأمريكية وخشيتها من تنامي النفوذ الإيراني في المنطقة. وهكذا تجد نفسها مضطرة إلى السير في خطّ دقيق بين خطاب التضامن مع الفلسطينيين من جهة، واستمرار التنسيق الأمني مع إسرائيل من جهة أخرى.

وفي سياق موازٍ، ذكرت واشنطن بوست أنّ الولايات المتحدة أرسلت بالفعل قوات إلى إسرائيل لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس، والذي تضمن إطلاق سراح الأسرى وانسحابًا جزئيًا من غزة، على أن تنضم لاحقًا وحدات رمزية من جيوش عربية وإسلامية للمشاركة في مهام تدريب الشرطة الفلسطينية الجديدة ضمن خطة “ترامب لإعادة الاستقرار الإقليمي”. ومع ذلك، لا توجد نية حقيقية لدى تلك الدول لإرسال قوات برية إلى غزة، نظرًا لحساسياتها السياسية وتعقيدات الميدان.

ويخلص التقرير إلى أنّ ما تكشفه الوثائق ليس تعاونًا جديدًا بقدر ما هو توسيع ممنهج لشبكة العلاقات الأمنية بين إسرائيل والعواصم العربية، في وقت تتواصل فيه الإدانات العلنية ضدها. فبينما تُظهر هذه الدول تعاطفًا إعلاميًا مع غزة، فإنها عمليًا تُعمّق اعتمادها على القدرات العسكرية الإسرائيلية في مجالات الدفاع الجوي والاستخبارات والأمن السيبراني ما يعكس واقعًا مزدوجًا يتعايش فيه الخطاب السياسي مع ضرورات الأمن الإقليمي.

الحدث المصدر: الحدث
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا