آخر الأخبار

صدمة لدى الاحتلال: 7 أكتوبر تحوّل إلى يوم عالمي للتضامن مع فلسطين

شارك

ترجمة الحدث

بينما كان الإسرائيليون يأملون أن يكون يوم السابع من أكتوبر يوماً للتضامن معهم، إلا أن ما جرى أنه تحوّل ليوم للتضامن مع الفلسطينيين في أنحاء متفرقة من العالم، حيث خرجت التظاهرات والفعاليات الشعبية والسياسية لتذكير العالم بأن ما يجري منذ عامين في غزة ليس سوى حرب إبادة ممنهجة، وبأن ذكرى السابع من أكتوبر لم تعد حكراً على الرواية الإسرائيلية، بل باتت ساحة اشتباك سياسي وأخلاقي بين مناصري فلسطين والمدافعين عن سياسات الاحتلال.

في العاصمة اليونانية أثينا، شهدت المدينة واحدة من أكبر التظاهرات، رفع خلالها المحتجون الأعلام الفلسطينية وأحرقوا أعلام الاحتلال، وأطلقوا الألعاب النارية في مواجهة قوات الشرطة. وفي مدينة ملبورن الأسترالية، انتشرت كتابات جدارية تمجد المقاومة الفلسطينية وتحمل شعارات مثل "المجد لحماس" و"7 أكتوبر، كرروها مجدداً"، ما دفع الشرطة الأسترالية إلى فتح تحقيق، بالتزامن مع تظاهرات مؤيدة لفلسطين في شوارع المدينة.

أما في أمستردام، فقد استهدف ناشطون من حركة "Palestine Action NL" القصر الملكي في ساحة "دام" التاريخية، عبر طلاء واجهته باللون الأحمر وكتابة شعارات منددة بـ"إسرائيل". الحركة أعلنت أن فعلتها جاءت رداً على قرار رئيسة بلدية المدينة منع تنظيم فعالية لإحياء ذكرى فلسطين، مقابل السماح بمراسم ذات طابع "صهيوني".

وفي بريطانيا، التقطت كاميرات المراقبة شابة وهي تقطع أشرطة صفراء وضعتها مجموعات صهيونية تضامناً مع الأسرى الإسرائيليين، مؤكدة أن هذه الأشرطة "تبرر الإبادة". في الوقت ذاته، خرج طلاب من عدة جامعات في لندن في مسيرات منددة بسياسات الاحتلال، بينما أُلغي نشاط تضامني فلسطيني رمزي كان مقرراً هناك.

إندونيسيا، الدولة الإسلامية الأكبر في العالم، شهدت مسيرة واسعة ضمت أكثر من ألف متظاهر نحو السفارة الأمريكية في جاكرتا، احتجاجاً على الحصار الإسرائيلي على غزة واعتقال متطوعي "أسطول الصمود". وعلى الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية بين جاكرتا وتل أبيب، فقد جرى نشر أكثر من ألف شرطي لتأمين السفارة.

أما اليابان، فقد شهدت طوكيو وأوساكا مسيرات شارك فيها مئات المتظاهرين، بينهم فلسطينيون، رفعوا شعار وقف الحرب على غزة والإفراج عن الأسرى. إحدى المشاركات، لينا غريس سودة، طالبت بفرض عقوبات على الاحتلال قائلة: "الاعتراف بدولة فلسطين لا يكفي إذا استمر التعاون مع الإبادة". مظاهرات مماثلة سُجلت في تايوان.

وفي نيويورك، دعا تنظيم "Within Our Lifetime" إلى "إغراق الشوارع" تذكيراً بضحايا غزة، مؤكدين أن الفلسطينيين يتعرضون لـ"إبادة منذ 77 عاماً". القنصل الإسرائيلي في المدينة، أوفير أكونيس، هاجم المتظاهرين واصفاً إياهم بـ"الوحوش". وعلى الضفة الأخرى من العالم، أعلنت تركيا أن برج "غالاتا" الشهير في إسطنبول سيضاء بألوان العلم الفلسطيني، في خطوة رمزية للفت الانتباه إلى الكارثة الإنسانية في غزة، بالتزامن مع إلغاء حفل للمغني البريطاني روبي ويليامز بسبب دعمه للاحتلال.

بالتوازي مع الحراك الشعبي، برزت مواقف رسمية في عدد من العواصم. ففي الاتحاد الأوروبي، كررت أورسولا فون دير لاين رواية الاحتلال عن "هجوم حماس"، لكنها دعت أيضاً إلى حل سياسي قائم على "دولتين". وفي بريطانيا، استثمر رئيس الوزراء كير ستارمر الهجوم الذي استهدف كنيساً في مانشستر ليعيد تأكيد التزامه بـ"حماية الجاليات اليهودية".

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نشر تغريدة بالعبرية والفرنسية أكد فيها أن ما جرى في السابع من أكتوبر "يبقى جرحاً مفتوحاً"، مطالباً بالإفراج عن الأسرى ووقف إطلاق النار، ومشدداً على ضرورة "مواجهة معاداة السامية". أما رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، فقد ذهب أبعد من ذلك، حين دعا نتنياهو إلى "وقف الإبادة الفلسطينية وفتح ممر إنساني"، مؤكداً أن "حل الدولتين" هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع.

كما برز صوت المرشح لرئاسة بلدية نيويورك، زهران ممداني، الذي قدّم خطاباً متوازناً نعى فيه القتلى الإسرائيليين لكنه في الوقت نفسه ندد بـ"الاحتلال والفصل العنصري والإبادة"، مؤكداً أن العبرة من هذا اليوم هي ضرورة إنهاء الاحتلال وإحقاق العدالة للشعب الفلسطيني.

وهكذا، فإن المشهد في الذكرى الثانية لطوفان الأقصى عكس بوضوح تحوّل السابع من أكتوبر إلى ساحة مواجهة رمزية بين سردية الاحتلال وسردية الشعب الفلسطيني. وبينما أرادت تل أبيب تحويله إلى يوم عزاء عالمي خاص بها، فإن العالم كشف أن التضامن الحقيقي بات مع غزة المحاصرة، ومع فلسطين التي تواجه أعتى آلة عسكرية استعمارية في عصرنا.

الحدث المصدر: الحدث
شارك

الأكثر تداولا دونالد ترامب حماس اسرائيل

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا