الحدث الإسرائيلي
كشفت وثائق مسربة نشرها موقع "ويكيليكس" عن قيام حكومة الاحتلال بتمويل حملات دعائية عبر مؤثرين أمريكيين على وسائل التواصل الاجتماعي، تصل قيمة الدفع فيها إلى 7000 دولار لكل منشور، في محاولة لتلميع صورتها وسط تزايد الانتقادات الدولية لعدوانها على قطاع غزة.
وبحسب الوثائق، فإن هذه الحملة تأتي ضمن خطة أوسع تمولها حكومة الاحتلال في إطار جهودها للتأثير على الرأي العام العالمي، خاصة بعد تراجع شعبيتها بشكل غير مسبوق في الولايات المتحدة وأوروبا، مع دخول العدوان على غزة عامه الثالث.
وتشير الوثائق إلى أن شركة Bridges Partners LLC قدمت تسجيلا في أيلول 2025، بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب الأمريكي (FARA)، نيابة عن "حكومة الاحتلال عبر مجموعة Havas Media"، تضمن تفاصيل حول "دفعات أولية للإنتاج والمؤثرين، وتطوير مفاهيم بالتنسيق مع كل مؤثر، ومواءمة المحتوى مع شركاء إسرائيليين وكتابة منشورات أولية".
وتظهر البيانات أن أكثر من نصف الميزانية المخصصة، والبالغة 900 ألف دولار، خصصت لتجنيد وتدريب أكثر من 12 مؤثرا أمريكيا عبر الإنترنت، يُطلب منهم نشر محتوى داعم للاحتلال ومناهض للرواية الفلسطينية.
وتأتي هذه الحملة كجزء من خطة أوسع كشف عنها الموقع، تشمل رفع ميزانية الدعاية الخارجية للاحتلال إلى 150 مليون دولار سنويا، بعد اتفاق تفاوض عليه وزير الخارجية في حكومة الاحتلال غدعون ساعر أواخر عام 2024.
كما تكشف الوثائق عن أن الاحتلال يدفع 1.5 مليون دولار شهريا لبراد بارسكيل، المستشار الرقمي السابق لحملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لإنتاج "اتصالات استراتيجية" مدعومة بأدوات الذكاء الاصطناعي، لتوليد آلاف الرسائل الدعائية المؤيدة للاحتلال، حيث تم تسجيل بارسكيل رسميا كوكيل أجنبي.
وخلال لقاء مع مؤثرين يهود أمريكيين في نيويورك في أيلول الماضي، قال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، بحسب التسريبات: "علينا أن نقاتل بالأسلحة المناسبة لساحات المعارك الحديثة، وأهمها وسائل التواصل الاجتماعي. علينا أن نرد – وكيف نرد؟ من خلال مؤثرينا".