كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الموجود حاليًا في الولايات المتحدة، كان يخطط للقيام بزيارة إلى الأرجنتين بعد مشاركته في اجتماعات الأمم المتحدة، غير أن هذه الزيارة أُلغيت بطلب من الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي.

ورغم أن ميلي معروف بدعمه الشديد لـ”إسرائيل”، إلا أنه فضّل عدم استضافة نتنياهو في هذا التوقيت الحساس، بسبب اقتراب الانتخابات البرلمانية في بلاده وخشيته من أن يلحق به ضرر سياسي إضافي، في ظل تراجع شعبيته مؤخرًا. مصادر أرجنتينية رسمية حاولت التبرير بأن القرار ليس موجهًا ضد “إسرائيل” وإنما يشمل قيودًا عامة على زيارات القادة الأجانب في هذه الفترة.

يديعوت أشارت أيضًا إلى أن نتنياهو التقى بميلي على هامش اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك، حيث أثنى على “دعمه الثابت لإسرائيل واليهود”، وبحث معه توسيع التعاون الاقتصادي بين الطرفين.

لكن في المقابل، كان هناك تطور قانوني بارز في الأرجنتين، إذ تقدم محامون لحقوق الإنسان، بينهم رودولفو يانزون ورجائي الصوراني مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، بشكوى قضائية تطالب باعتقال نتنياهو حال وصوله إلى البلاد، على خلفية جريمة “قتل المسعفين” في رفح خلال مارس/آذار الماضي.

واعتبر مقدمو الدعوى أن نتنياهو يتحمل مسؤولية جنائية عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بينها القتل، الاضطهاد، والتجويع المتعمد كأداة حرب. تجدر الإشارة إلى أن اتحاد موظفي الدولة (ATE) ومنظمة حقوقية أخرى سبق أن قدما التماسًا مماثلًا في أغسطس الماضي لاستصدار مذكرة توقيف بحق نتنياهو.

هذه التحركات تأتي في ظل استمرار سريان مذكرة التوقيف الصادرة العام الماضي عن المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بحق نتنياهو ووزير حرب الاحتلال السابق يوآف غالنت، والمتعلقة بجرائم الحرب المرتكبة في غزة. ورغم محاولة “إسرائيل” إسقاط المذكرة، إلا أن المحكمة رفضت ذلك قبل ثلاثة أشهر. وبما أن الأرجنتين من الدول الموقعة على “نظام روما”، فإنها ملزمة نظريًا بتطبيق أوامر المحكمة الدولية.

الصحيفة العبرية تطرقت أيضًا إلى مسار طائرة نتنياهو أثناء توجهه إلى نيويورك، حيث اتخذت “كنف تسيون” (طائرة نتنياهو) مسارًا جنوبيًا غير معتاد، متجنبة المرور فوق أجواء فرنسا وعدة دول أوروبية، خشية تفعيل أوامر الاعتقال الدولية بحقه في حال حدوث هبوط اضطراري. فقد اكتفت الطائرة بالتحليق فوق البحر المتوسط واليونان وإيطاليا ثم عبرت مضيق جبل طارق إلى الأطلسي. بالمقارنة، حلقت طائرات شركة “العال” في ذات الوقت بالمسار الاقتصادي المعتاد.

ولفتت الصحيفة إلى تعليق المرشد الإيراني علي خامنئي على مشهد مغادرة وفود عديدة لقاعة الأمم المتحدة لحظة بدء خطاب نتنياهو للسخرية منه، فقد كتب في منصة “إكس” أن “الكيان الصهيوني هو الكيان الأكثر كراهية وعزلة في العالم”. وكانت وسائل الإعلام العالمية والعربية قد ركزت على لحظة الانسحاب الجماعي أكثر من مضمون خطاب نتنياهو الذي استمر 41 دقيقة، معتبرة أن المشهد يلخص حجم العزلة التي يواجهها.