أفادت مصادر صحفية أن المحكمة الوطنية في إسبانيا تلقت شكوى قانونية ضد جندي في جيش الاحتلال، متهمة إياه بارتكاب جرائم حرب تتعلق بهدم منازل فلسطينية في قطاع غزة.

وقالت المصادر إن الجندي، رقيب أول في كتيبة مهندسي القتال التابعة لجيش الاحتلال، ويدعى شاؤول شيرباتوف، كان في زيارة إلى العاصمة الإسبانية مدريد لحضور مباراة الديربي الشهيرة بين فريقي أتلتيكو مدريد وريال مدريد.

وقدم شكوى ضد الجندي صحفي فلسطيني لاجئ يقيم في إسبانيا، حيث اتهمه بارتكاب جرائم حرب خلال الحرب على غزة، استنادا إلى صور ومقاطع فيديو نشرها الجندي على حسابه في "إنستغرام" في نيسان الماضي، تُظهره وهو يشارك في عمليات هدم منازل في حي التفاح بمدينة غزة.

وبحسب وسائل إعلام إسبانية، رفعت القضية أمام المحكمة الوطنية، حيث طالب الصحفي باعتقال الجندي بتهمة ارتكاب "جرائم ضد الأشخاص والممتلكات خلال نزاع مسلح، وجرائم ضد الإنسانية، وإبادة جماعية".

وقد وثق الجندي رحلته إلى إسبانيا عبر الإنترنت، بما في ذلك نشره لمكان إقامته في الفندق، كما أعلن قبل ساعات من تقديم الشكوى عن نيته حضور مباراة ديربي مدريد التي جرت السبت.

وأكد فريق المحامين الذي يمثل المشتكي، المعروف باسم الحاج عرفات، في تصريحات لصحيفة "بوبليكو" الإسبانية، أن الهدف من الشكوى هو توجيه رسالة واضحة مفادها أنه "لا يمكن ارتكاب إبادة جماعية خلال الأسبوع، ثم السفر إلى إسبانيا كسائح لمشاهدة كرة القدم".

وحث المحامون المحكمة على اتخاذ إجراءات سريعة خشية مغادرة الجندي إسبانيا، رغم اعترافهم بأن فرص اعتقاله الفعلي ضئيلة.

ولم يحضر الجندي المباراة بعد تقديم الشكوى.

تشير الشكوى إلى "انتهاكات جسيمة" للمادة 147 من اتفاقية جنيف، متهمة الجندي بالتدمير التعسفي غير المبرر عسكريا، والذي يستهدف جعل الحياة في غزة مستحيلة.

وتتضمن الشكوى صورا من حسابه على "إنستغرام"، منها صورة في كانون الثاني 2024 وهو يتسلم وسام كتيبته، وأخرى من أيار 2025 يظهر فيها وهو يتسلم شهادة امتياز تحمل اسمه الكامل.

وقال الحاج عرفات (42 عاما)، إن العشرات من أفراد عائلته استشهدوا في غارات جوية إسرائيلية على غزة عام 2023، بينهم شقيقته وبناتها، وإن منزل العائلة دُمر خلال عمليات شارك فيها الجندي المتهم.

وأضافت الشكوى أن وحدات الهندسة القتالية تلعب دورا رئيسيا في عمليات الهدم الواسعة باستخدام التفجيرات والآليات الثقيلة في غزة، مخلفة دمارا يشبه "الأرض المحروقة".

وطالبت الشكوى الشرطة الإسبانية بالقبض على الجندي ومحاكمته.

وفي تصريح لمحامي المشتكي، أنطونيو سيغورا، قال: "على المحكمة أن تأمر باحتجاز الجندي على الأقل لسماع شهادته، حتى تتمكن المحكمة الجنائية الدولية من الاستفادة من الحقائق".