افتتح وزير الثقافة عماد حمدان، اليوم الإثنين، معرض الخط العربي المتنقل "حروف تجوب الوطن" بمشاركة 70 خطاطا وخطاطة من مختلف محافظات الوطن والشتات الفلسطيني، شاركوا بحوالي 180 لوحة.

وحضر افتتاح المعرض، رئيس بلدية البيرة بالإنابة روبين الخطيب، ورئيس اللجنة التحضرية للمعرض محمد شلبي، والمديرة التنفيذية لمنتدى الفنون البصرية ديما إرشيد، ونيفين أبو الولايا من الجمعية الفلسطينية للفن المعاصر، وملتقى الفنان الموهوب.

وقال حمدان: "لقد ارتبط الخط العربي بالثقافة العربية والإسلامية، وحمل على مدى قرون رسالة العلم والجمال والإبداع، وفي فلسطين، كان الخط أحد الشواهد على حضارتنا وتاريخنا، من الخطوط القديمة والمخطوطات التاريخية، إلى اللوحات الفنية الحديثة التي جعلت من الخط العربي رمزا للصمود والانتماء، فالخط العربي فن عريق تشكل عبر قرون من الإبداع، حتى صار أحد أبرز ملامح الحضارة العربية والإسلامية".

وأضاف أن هذا المعرض يفتح أمامنا رحلة ثقافية وحضارية، نستحضر من خلالها تلاقي الأجيال، وامتداد الذاكرة، وتجذر الهوية الفلسطينية في تفاصيل الفن والإبداع، فقد أبدع الخطاطون الفلسطينيون على مر العقود في تحويل الحروف إلى لوحات تحمل الهوية الوطنية، معبرين عن صمودنا، وأحلامنا، وحبنا للأرض. هذا المعرض يجمع بين التراث والإبداع الحديث، ليقدم صورة عن الفن الفلسطيني الأصيل.

وأكد حمدان أن وزارة الثقافة تدعم هذه المبادرات بكل فخر، لأنها تعزز الهوية الوطنية، وتنقل الثقافة الفلسطينية إلى العالم، وتمكن الفنانين من التعبير بحرية وإبداع حيث كرم الوزير واحداً من أعلام مدينة البيرة، ورمزا ثقافيا وفنيا نفتخر به، الخطاط عبد الله العزة، ضيف شرف هذا المعرض.

بدوره قال الخطيب إن الثقافة فعل مقاومة، وأن الهوية درع للوطن، وأن الكلمة الحرة لا تنكسر. واليوم تحتضن مدينتنا كوكبة من خطاطي فلسطين، ليجتمعوا هنا على مائدة الحروف، في مشهد وطني جامع يوحّد الأطياف، ويجسد فلسطين الواحدة الممتدة من بحرها إلى نهرها.

وأضاف الخطيب: "الخط العربي، هذا الفن الأصيل، لم يكن مجرد لوحات تزيّن الجدران، بل كان ولا يزال سلاحا من نور، به دوّن أجدادنا رسائل الثورة، وزرعوا الأمل في قلوب الأجيال، وحملوا به هوية فلسطين لتبقى حيّة نابضة في وجه محاولات الطمس والسرقة، إنه فن يختزن عبق الحضارة وروح المقاومة في آن واحد".

من جهته، قال محمد شلبي إن هذا المعرض ليس مجرد عرضا للوحات بل هو رسالة فنية بليغة بأن الحرف العربي يوحدنا جميعا رغم المسافات، ويكتب حكايات للعالم بلغة الجمال والأصالة، ففلسطين لا تعرف فقط بمعاناتها، بل بإبداعاتها وفنونها النابضة بالحياة، هذا الحرف الفلسطيني يحمل صوت فلسطين ويؤكد أن ثقافتنا حية وأمتنا قادرة على الإبداع رغم التحديات.