حدث الساعة
دعا رؤساء أكثر من 20 وكالة مساعدات إنسانية تعمل في قطاع غزة، المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، بعد أن خلصت لجنة تحقيق أممية للمرة الأولى إلى أن ما يجري في القطاع يُشكل إبادة جماعية.
وقالوا في بيان مشترك: "مع اقتراب انعقاد قمة قادة العالم في الأمم المتحدة، نناشد الدول الأعضاء التحرك فورا وفقا للولاية التي أوكلت إلى المنظمة قبل 80 عاما".
وأشار البيان إلى أن الكارثة الإنسانية في غزة ليست فقط غير مسبوقة، بل تم تصنيفها رسميا إبادة جماعية من قبل لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة، لتلتحق بذلك بتصنيفات عدة من منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية.
وأضاف البيان أن "الوضع في غزة لا يمكن السكوت عنه، فقد شهدنا عن قرب معاناة السكان والوفيات المروعة، وتحذيراتنا لم تُلقَ بالا، وما زالت آلاف الأرواح مهددة".
وحذر البيان من خطورة القرار الأخير الذي أصدرته سلطات الاحتلال بتهجير جماعي لسكان مدينة غزة، والتي يقطنها نحو مليون نسمة، معتبرا أن ذلك قد يؤدي إلى تصعيد مأساوي جديد، خاصة وأن القطاع جُعل عمدا غير صالح للسكن.
وأشار إلى أن عدد الشهداء وصل إلى نحو 65,000 شخص، بينهم أكثر من 20,000 طفل، مع آلاف آخرين مفقودين تحت الأنقاض.
كما تعرض نحو 90% من سكان القطاع، البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة، للتهجير القسري مرات عدة إلى مناطق متقلصة لا تصلح للمعيشة، وسط أزمة تجويع حادة تفاقمت حتى إعلان المجاعة.
وأكد البيان أن العديد من المدن والبنى التحتية الحيوية مثل المستشفيات ومحطات المياه تم تدميرها بالكامل، إضافة إلى الأرض الزراعية التي طالتها عمليات ممنهجة من التدمير.
وأشار إلى أن الحصار المشدد منذ ستة أشهر، وقطع إمدادات الغذاء والدواء والوقود، أدى إلى معاناة كبيرة للأطفال والعائلات، مع تسجيل حالات صدمات نفسية شديدة لدى الأطفال نتيجة الغارات المستمرة.
ولفت البيان إلى أن المحاولات المستمرة لتقديم المساعدات الإنسانية تواجه عراقيل كبيرة، مع تعرض المواطنين لإطلاق النار أثناء محاولتهم الوصول إلى نقاط توزيع الغذاء.
ودعا البيان الحكومات إلى اتخاذ خطوات فعلية لإنقاذ الحياة في القطاع، وإنهاء العنف والاحتلال، مع التأكيد على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني والعمل من أجل السلام.
وختم البيان بالتحذير من أن استمرار تجاهل الالتزامات القانونية الدولية يشكل مهددا خطيرا للسلم العالمي، معتبرا أن التاريخ سيحكم على هذا الوقت كاختبار لإنسانية المجتمع الدولي، معبرين عن خيبة أملهم من الفشل في حماية السكان في غزة.