كشفت القناة 12 العبرية أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو كان على تواصل مباشر مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل تنفيذ الهجوم الإسرائيلي على قادة حركة حماس في الدوحة. وبحسب ما نقلته القناة عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين كبار، فإن نتنياهو هو من بادر بالاتصال بترامب بعد ظهر الثلاثاء الماضي، أي قبل دقائق من إطلاق الصواريخ التي استهدفت المجمع في العاصمة القطرية. هذا المعطى الجديد يناقض تصريحات البيت الأبيض التي قالت إن ترامب أُبلغ فقط عبر الجيش الأميركي، وكذلك تصريح الرئيس الأميركي نفسه بأنه لم يتلق إخطارًا مسبقًا من تل أبيب.

المسؤولون الإسرائيليون أكدوا أن الإخطار وصل في وقت يسمح للولايات المتحدة بوقف العملية لو أرادت ذلك، لكن الإدارة لم تتدخل. أحدهم صرّح بأن “ترامب كان يعرف، ولم يقل لا”، وآخر شدد على أن “إسرائيل لم تكن لتقدم على الهجوم لو اعتقدت أن واشنطن تعارض”. في المقابل، واصلت الإدارة الأميركية التمسك بنفيها، فيما امتنعت رئاسة حكومة الاحتلال عن التعليق رسميًا.

مصادر إسرائيلية متعددة وصفت الموقف الأميركي بأنه محاولة متعمدة للنأي بالنفس، وأكد أحدهم أن تل أبيب ساعدت واشنطن في تغطية هذا الموقف حفاظًا على العلاقات بين الطرفين. مسؤول آخر قال إن الإدارة الأميركية كثيرًا ما “تخترع روايات” عن محادثاتها مع إسرائيل لأسباب سياسية داخلية. ورغم ذلك، شدد نتنياهو في مؤتمر صحفي بالقدس مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو على أن العملية كانت إسرائيلية “أحادية الجانب”، في محاولة لامتصاص الضغوط.

هذه التطورات جاءت في وقت حسّاس، إذ أثارت العملية في الدوحة توترًا غير مسبوق بين الولايات المتحدة وقطر، ووضعت إدارة ترامب في موقع حرج بين حليفين تعتبرهما أساسيين في المنطقة. وعلى الرغم من حرص البيت الأبيض على التوضيح بأن الجيش الأميركي فقط هو من أبلغ الرئيس، نقلت القناة عن مسؤولين إسرائيليين تأكيدهم أن ترامب كان على علم كامل قبل تنفيذ الضربة، وأنه لو أراد إيقافها لفعل.