الحدث الإسرائيلي
نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم الأربعاء تفاصيل جديدة حول الخطة البرية التي أعدها جيش الاحتلال بقيادة قيادة المنطقة الجنوبية، والتي تشكل أوسع عملية عسكرية منذ بدء الحرب على غزة.
بحسب التقرير، ستشارك في العملية خمس ألوية نظامية إضافة إلى نحو 130 ألف جندي احتياط يتم استدعاؤهم على ثلاث دفعات بين سبتمبر/أيلول المقبل ومارس/آذار 2026. الجيش أوضح أن العملية ستكون “متدرجة وممتدة”، وأن هدفها المعلن هو “الاستيلاء على غزة”، مع مراعاة قضايا الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة وإمكانية عقد صفقة تبادل في خضم العمليات.
الخطة، التي ستُعرض قريبًا على الكابينيت، تشمل نشر 12 كتيبة قتالية إلى جانب وحدات أخرى من ألوية غزة، مع إقامة مستشفيات ميدانية وبنى تحتية في وسط القطاع بمشاركة منظمات أجنبية، في إطار ما يسميه الجيش “مراحل الإخلاء والتمهيد”. كما قررت قيادة الاحتلال تمديد أوامر الاستدعاء للجنود بنحو 40 يومًا بشكل تفاضلي، مع منح فترات راحة للقوات النظامية لتجنب الإرهاق الذي رافق العام الأول من الحرب.
في التفاصيل الميدانية، حدد الجيش مراحل العملية بدءًا من إخلاء السكان وقصف جوي، ثم تطويق مناطق، وصولًا إلى “السيطرة والمناورة البرية”. ورغم ذلك، يعترف قادة الجيش بأن حركة حماس ما تزال تحتفظ بقدرتين مركزيتين: لواءين في وسط القطاع ومدينة غزة، إضافة إلى أنفاق استراتيجية لم تُعالج بعد، وهي جزء من أهداف الخطة.
رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير شدد خلال نقاشات مغلقة على أنه لا يهدد بالاستقالة، لكنه يصر على بدء الاستدعاءات بعد العطلة الصيفية لتمكين الجنود من قضاء وقت مع أسرهم. أما وزير الجيش يسرائيل كاتس فقد صادق على الخطة، مؤكدًا أن غايتها “السيطرة على مدينة غزة، تحرير الأسرى، تفكيك حماس وتجريدها من السلاح، وتهيئة الشروط لإنهاء الحرب مع ضمان حرية عمل الجيش”.
اللافت أن العملية تحمل اسم “مركبات جدعون ب”، استمرارًا للعملية السابقة التي أعلن عنها بنيامين نتنياهو تحت اسم “مركبات جدعون” ووعد خلالها بحسم المعركة ضد حماس. لكن تلك الحملة انتهت دون تحقيق هدفها، رغم السيطرة على نحو 75% من مساحة القطاع. ووفق الصحيفة، فإن التسمية الجديدة تعكس ترددًا في المؤسسة الأمنية حول جدوى إعادة استخدام المصطلح ذاته، في ظل إخفاقات الماضي.
بذلك، يسعى الاحتلال إلى تسويق خطة طويلة الأمد تمتد حتى عام 2026، تجمع بين التدرج الميداني والتكيف مع المتغيرات السياسية، خصوصًا احتمالات إبرام صفقة تبادل. لكن معطيات الصحيفة تكشف أن “الحسم” ما يزال هدفًا مبهَمًا، وأن الجيش نفسه يعترف بأن النتائج قد تكون مفتوحة على تفسيرات متعددة.