ترجمة الحدث
أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حصل على “ضوء أخضر” من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب للشروع في عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة، بعد أن انصاع لمطالب وزراء حكومته بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير. ووفقًا للصحيفة، ستُطرح هذه الخطة للنقاش في المجلس الوزاري المصغر، ومن ثم أمام المجلس الوزاري الموسع.
وفي مكتب نتنياهو، يجادل المسؤولون بأن أي صفقة تبادل، سواء كانت شاملة أو جزئية، لم تعد ممكنة حاليًا، بحجة أن الأسرى الإسرائيليين في غزة يواجهون خطر الموت جوعًا، وبالتالي “لا وقت لإستراتيجية الحصار والاستنزاف” التي يقترحها جيش الاحتلال. وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو يرى أن حركة حماس لن توافق على شروط مثل نزع السلاح أو الإبعاد، وهو ما يعني بقاء سيطرتها على القطاع وعدم إعادة الأسرى.
وتضيف الصحيفة أن خطة الاحتلال للسيطرة على القطاع تتطلب اقتحام مناطق حساسة يتواجد فيها الأسرى، خصوصًا في المخيمات الوسطى ومدينة غزة، إلى جانب الحاجة إلى تعزيز قوات الجيش، في ظل أزمة حادة في عدد الجنود. وفي هذا الإطار، قررت قيادة جيش الاحتلال، مساء أمس، التراجع عن مطالبة مقاتلي الوحدات الخاصة بتمديد فترة خدمتهم الإلزامية بعد أن كشفت “يديعوت أحرونوت” عن هذه النية، وذلك بسبب النقص الكبير في القوات واستنزاف المقاتلين.
وأوضحت الصحيفة أن الإدارة الأميركية اقتنعت بأن “لا صفقة مع حماس”، ومن هنا جاء دعم ترامب للعملية المرتقبة، لكن ثمة تقديرات بأن ما يجري قد يكون مناورة ضغط على الحركة لإجبارها على القبول بصفقة تبادل، وإن بدا هذا الاحتمال ضعيفًا. ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير أن “نتنياهو يأمل أن تعود حماس إلى طاولة المفاوضات، لكن التهديد هذه المرة حقيقي”.
وأضافت أن مقربين من نتنياهو أكدوا أن “القرار حُسم، نحن ذاهبون نحو احتلال كامل للقطاع والقضاء على حماس”، في حين لا يُستبعد أن تكون هذه التصريحات جزءًا من تكتيك تفاوضي يهدف للضغط على الحركة.
وفي المقابل، أبرزت الصحيفة غضبًا عارمًا في أوساط عائلات الأسرى الإسرائيليين، إذ قال يهودا كوهين، والد الجندي الأسير نمرود كوهين: “نتنياهو في النهاية سيقتل ابني وبقية الأسرى من أجل كرسي حكمه. إنه يستخدم الأساليب ذاتها لترهيب حماس، وهي لا تنجح، وهو يعرف ذلك، لكنه يفعلها فقط من أجل بقائه السياسي والشخصي”. أما داني ميرن، والد الأسير عمري ميرن، فقال: “احتلال وسط غزة يعني بالنسبة لي التأكد من قتل ابني”.
وأضاف ميشيل إيلوز، والد الجندي القتيل الأسير جاي إيلوز: “نتنياهو ينصاع لحكومته الدنيئة، الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل. بالنسبة له ولوزرائه، إقالة المستشارة القضائية أو الحديث عن حماية زوجته وابنه الطفيلي الذي يعيش في ميامي، أهم بكثير من الأسرى أو إعادتهم وإنقاذهم”.
وفي خضم هذا التصعيد، بعث منسق شؤون الأسرى والمفقودين لدى الاحتلال، غال هيرش، رسالة إلى عائلات الأسرى أكد فيها أن اجتماعات تقييم الوضع والمناقشات بشأن مصير الأسرى وخيارات تحريرهم مستمرة منذ عودة وفد التفاوض من الدوحة، وأنه “يتم العمل بكامل الإمكانيات وبطرق متعددة لإطلاق سراح الأسرى”، مشيرًا إلى استمرار الإجراءات العاجلة ردًا على نشر مقاطع مصورة تُظهر الانتهاكات بحقهم.