الحدث الإسرائيلي
انتقدت صحيفة يديعوت أحرونوت طريقة اتخاذ القرار داخل حكومة الاحتلال، ووصفتها بأنها تقوم على “ضغوط سياسية، وارتجال، وانعدام القرارات المصيرية بشأن مستقبل قطاع غزة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن المبادرات الأخيرة التي اتخذتها حكومة الاحتلال لتعزيز إدخال المساعدات إلى القطاع تمت بشكل مرتجل وسري، وتهدف بالأساس إلى وقف موجة الانتقادات الدولية التي تواجهها إسرائيل، لكنها وصفت تلك الخطوات بأنها “مجرد مسكنات مؤقتة” في ظل تجميد مشاريع أخرى مثل خطة “المدينة الإنسانية” في رفح، التي تعتبر بأنها الخطوة الأولى لإجبار مئات آلاف الفلسطينيين على “الهجرة الطوعية”.
وكشفت الصحيفة أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو كان قد أوعز للجيش قبل أسبوعين بإعداد خطة بديلة لمشروع المدينة، وأبدى غضبه من فشل الجيش في إعداد تصور سريع لبنائها خلال أسابيع قليلة، لكن حتى هذه الخطة لم تتحقق وظلت مجمدة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني إسرائيلي كبير قوله: “لا يوجد قرار بالمضي قدماً في المشروع، ولا توجد خطة بديلة، ويبدو أن المستوى السياسي تخلى عنه بعد أن راهن على صفقة تبادل أسرى تتضمن انسحابات من محاور جنوب القطاع”.
وأضافت الصحيفة أن مؤسسات الاحتلال فوجئت خلال الأسابيع الأخيرة بميل بعض الحكومات الغربية، بما فيها حلفاء لإسرائيل، إلى اعتماد رواية وزارة الصحة في غزة أكثر من الرواية الإسرائيلية. ونقلت عن مصدر أمني إسرائيلي قوله: “لم يعد المهم ما هي الحقيقة، بل ما الذي ترويه وكيف يدركه العالم. لقد لحق بنا ضرر هائل بسبب القرارات المرتجلة التي تُتخذ في اللحظات الأخيرة، بدلاً من التخطيط المسبق وإقناع الأطراف الدولية لتجنب الأزمات”.
واعتبرت الصحيفة أن وقف إدخال المساعدات في مارس بدافع حسابات سياسية داخلية، وخضوع الحكومة لتهديدات بعض الوزراء بتفكيك الائتلاف، كان سبباً مباشراً لتصاعد الانتقادات العالمية وتفاقم الأزمة الإنسانية.
كما تطرقت الصحيفة إلى فشل مراكز توزيع الغذاء الأربعة التي أقامتها حكومة الاحتلال في وسط وجنوب القطاع، والتي روج لها وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بوصفها “خطوة تاريخية”، مؤكدة أنها تحولت إلى “مهزلة دموية”. وأشارت إلى أن الخطة لتوسيع هذه المراكز إلى شمال القطاع قد جُمّدت أيضاً، في ظل معارضة حماس لها واحتمال أن يتم إلغاؤها إذا تم التوصل إلى صفقة تبادل أسرى.
وتحدث التقرير عن “الهدن الإنسانية” التي تعلنها إسرائيل من جانب واحد، واعتبرتها خطوة دعائية لإقناع العالم بعدم وجود مجاعة في غزة.
وخلصت الصحيفة إلى أن كل هذه الإجراءات تتم بشكل مرتجل وتفتقر إلى رؤية سياسية واضحة لمستقبل القطاع، ما يؤدي إلى تآكل الإنجازات العسكرية التي حققها جيش الاحتلال في عملياته البرية.