واجه الاحتلال الإسرائيلي موجة استنكار واسعة بعد اعتراضه العنيف لسفينة "حنظلة" في عرض المياه الدولية، واختطاف من كانوا على متنها، أثناء توجهها إلى قطاع غزة ضمن أسطول دولي لكسر الحصار.

وقال ائتلاف أسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة إن قوات الاحتلال اعترضت السفينة "حنظلة" بالقوة، واختطفت ركابها، واستولت على شحنتها من المساعدات الإنسانية، في انتهاك صارخ للقانون البحري الدولي.

وأوضح الائتلاف أن السفينة كانت تحمل مساعدات إنسانية ضرورية لسكان غزة، من بينها حليب أطفال، حفاضات، أغذية، وأدوية، مخصصة للتوزيع المباشر على المدنيين الذين يواجهون تجويعًا ممنهجًا وانهيارًا في القطاع الصحي بفعل الحصار الإسرائيلي المستمر.

وأشار إلى أن على متن السفينة 21 مدنيًا من 12 دولة، من بينهم برلمانيون، محامون، صحفيون، ونشطاء في مجالات حقوق الإنسان والعمل والبيئة. واعتبر أن اعتراض السفينة يشكل خرقًا خطيرًا للقانون الدولي، وتجاهلًا لأوامر محكمة العدل الدولية التي تلزم الاحتلال بتسهيل دخول المساعدات إلى قطاع غزة.

من جهتها، قالت حركة حماس إن اعتراض "حنظلة" يمثل جريمة قرصنة وتحديًا سافرًا لإرادة الإنسانية، مؤكدة أن الاحتلال ارتكب جريمة جديدة بمنع سفينة إنسانية من الوصول إلى سكان يعانون من حرب إبادة وتجويع ممنهجة.

وأشادت الحركة بشجاعة المتضامنين الدوليين الذين تحدوا تهديدات الاحتلال وأبحروا نحو غزة، مؤكدة أن رسالتهم وصلت إلى شعبنا وإلى العالم، وحمّلت حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن سلامتهم، داعية إلى مواصلة تسيير القوافل والسفن حتى كسر الحصار ووقف جرائم الاحتلال ضد الأطفال والمدنيين العزّل.

بدورها، استنكرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "العدوان الصهيوني السافر" على السفينة، معتبرة أن ما جرى هو "حلقة جديدة من مسلسل الاستهداف الصهيوني لكل مبادرة إنسانية تسعى لإيصال صوت غزة إلى العالم".

وأشادت الجبهة بطاقم السفينة، ووصفتهم بـ"حرّاس الضمير الإنساني"، مؤكدة أن اعتراضهم كشف مجددًا "وحشية الكيان الصهيوني وتواطؤ المنظومة الدولية"، ودعت إلى تحرك عاجل لحماية السفن القادمة ومحاسبة الاحتلال.

من جانبه، أدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة جريمة اقتحام السفينة، ووصفها بـ"انتهاك صارخ للقانون الدولي وقواعد الملاحة البحرية"، مشددًا على أن الاحتلال يتصرف كـ"قوة بلطجة خارجة عن القانون"، ويستهدف كل مبادرة إنسانية تسعى لمساعدة أكثر من 2.4 مليون فلسطيني محاصرين في غزة.

ودعا المكتب الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والدولية إلى اتخاذ موقف واضح وحازم تجاه هذا العدوان، والعمل على توفير الحماية الدولية للسفن الإنسانية المتجهة إلى القطاع.