الحدث الإسرائيلي
أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عن تصاعد التوتر والقلق في صفوف عائلات الأسرى الإسرائيليين بسبب استمرار الغموض والتضارب في التصريحات حول ملف الصفقة، وسط مخاوف من أن يؤدي توسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة إلى تعريض حياة أبنائهم للخطر.
وذكرت الصحيفة أن مرور ما يقارب العامين على احتجاز الأسرى جعل عائلات الأسرى الإسرائيليين تعيش بين الأمل واليأس، وزادت حدة الترقب في الأيام الأخيرة بعد إعلان جيش الاحتلال نيته توسيع عملياته داخل قطاع غزة، رغم زعمه أن ذلك لا يشكّل خطرًا على الأسرى.
وأضافت “يديعوت أحرونوت” أن إعلان جيش الاحتلال أمس بخصوص إخلاء السكان من منطقة دير البلح – وهي منطقة لم تشهد حتى الآن أي عمليات برية – سرعان ما تلاه قصف ليلي في المنطقة، أثار قلقًا واسعًا لدى عائلات الأسرى، الذين يتخوفون من تكرار ما جرى مع الأسرى الستة الذين قُتلوا في أغسطس الماضي أثناء احتجازهم لدى المقاومة، وهم: هيرش غولدبرغ-بولين، عدن يروشلمي، أوري دنينو، أليكس لوفنوف، ألموغ سروس، وكرمل غات.
وفي هذا السياق، نقلت “يديعوت أحرونوت” عن ليران برمان، شقيق الأسيرين غالي وزيفي: “نحن نعيش مزيجًا متواصلًا من المشاعر، منذ الصفقة الأخيرة لا شيء واضح. نحن معتادون على الخيبات، لذا الأمل ليس كبيرًا، لكن لدينا تفاؤل نسبي. ومع ذلك، فإن الخوف كبير من فشل الصفقة، أو استثناءهم منها، أو فصلهم عن بعضهم البعض. لا أحد يستطيع أن يضمن لنا عودتهم معًا”.
وحذر برمان من أن تصاعد العمليات قد يؤدي إلى كارثة جديدة، مؤكدًا أن العائلات لا تزال تعيش في ظل الخوف من فقدان أبنائها. وأضاف: “نحن على أبواب الذكرى السنوية لتلك المأساة. أولئك الأسرى كانوا يخافون على حياتهم، ونحن نعيش هذا الخوف كل ثانية”.
وفي نفس الاتجاه، عبّرت سيلفيا كونو، والدة الأسيرين الأسيرين دافيد وأريئيل الذين أُسرا من مستوطنة نير عوز، عن خوفها من فصل ولديها، قائلة للصحيفة: “لا أتحمّل التفكير بذلك أصلًا. أريد فقط عودتهم معًا، يدًا بيد. نحن ننتظرهم مكسورين. أشعر بآلامهم في جسدي. أعيش مزيجًا من الخوف، والأمل، والتفاؤل، ثم يعود الخوف والبكاء، كأننا نخطو خطوة للأمام ثم نتراجع ثلاثًا. الأمر لا يُحتمل”.
ووفقًا لـ”يديعوت أحرونوت”، فإن كونو أعربت عن غضبها من استمرار الحرب رغم المفاوضات الجارية: “عن أي حرب نتحدث؟ يضحّون بجنودنا من أجل شبر أرض. يجب وقف الحرب وإعادة أبنائي وكل الأسرى، حتى جثامين الشهداء. لقد تخلوا عنا يوم السابع من أكتوبر، وهم مدينون لنا الآن. أرجوهم ألا يكرّروا ما حدث في الصفقة السابقة، عندما تم إفشال كل شيء”.
وقال غيل ديكمان، ابن عم كرمل غات، إحدى الأسيرات اللواتي قُتلن في الأسر: “نعرف تمامًا إلى أين قد يقود هذا التصعيد. ما يجري اليوم شبيه بما حدث قبل عام، حينما بدأوا عمليات تشكّل خطرًا على الأسرى خلال المفاوضات. ما حدث لكرمل والآخرين هو راية سوداء لا يمكن تجاهلها. نحذّر الآن الجيش من تكرار الكارثة. كل المؤشرات واضحة، ولا أحد يستطيع لاحقًا أن يقول: لم نكن نعلم”.