في مقابلة أجراها مع شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية، شن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو هجومًا لاذعًا على وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى، متهمًا إياها بنشر “أكاذيب” مستندة إلى ما وصفه بـ”دعاية نازية جديدة من إنتاج حماس”، وأضاف: “نحن نخوض هذه الحرب أيضًا بأسلحة الحقيقة”.

وهاجم نتنياهو بشكل مباشر تغطية الحرب على غزة في وسائل إعلام مثل “سي إن إن”، و”نيويورك تايمز”، و”واشنطن بوست”، قائلاً: “لكثير من وسائل الإعلام – ليس كلها – أقول: عارٌ عليكم. ما تقومون به ليس صحافة، بل دعاية من النوع الأرخص والأكثر انحطاطًا”. وأضاف: “ما تفعلونه يوازي القول: تلقينا تقارير من غوبلز” – في إشارة إلى وزير الدعاية في النظام النازي – “وهذا بالضبط ما يحدث الآن. حماس هم نازيون جدد”.

وبينما يتعرض نتنياهو في الداخل الإسرائيلي لانتقادات بسبب غياب جهاز إعلامي فعال منذ بدء الحرب، قال في المقابلة: “هذه الجبهة الثامنة. خضنا معارك على سبع جبهات وانتصرنا فيها، أما الجبهة الثامنة فهي مواجهة التضليل الإعلامي”. وتابع: “الكذب يطير حول العالم في ثانية، بينما الحقيقة تحتاج إلى وقت لتُجمع، لأنها معقدة وتتطلب جهدًا للتحقق. أما الكذب، فهو جاهز فورًا ويُقال بلا محاسبة”.

وأضاف نتنياهو: “علينا أن نكون أكثر فاعلية في هذه الحرب، ونفضح الكذب بوضوح، بل وعلينا أيضًا أن نخجل وسائل الإعلام التي تشارك في هذه الجريمة”.

وعن استمرار الحرب، زعم نتنياهو أن السبب الوحيد هو “احتفاظ حماس بالأسرى”. لكنه اعتبر اتهام إسرائيل بقتل المدنيين بمثابة “تعزيز لحماس”.

ولم يكتفِ نتنياهو بذلك، بل صب غضبه على المتضامنين مع الفلسطينيين في العالم، ساخرًا من حملات مثل “المثليين من أجل غزة”، وقال: “هذا مثل 'دجاجات تدافع عن مطعم KFC’”. وأضاف: “في غزة، النساء لا قيمة لهن. كيف يمكن لهؤلاء أن يكونوا بهذا العمى؟”.

وتحدث رئيس حكومة الاحتلال عن صفقة الأسرى قائلًا: “نحن نعمل على صفقة تعيد نصف الأسرى – الأحياء والأموات – مقابل هدنة تمتد لـ60 يومًا، ونأمل أن ننجح”. وأضاف أنه بحث الأمر مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال زيارته الأخيرة، وأن الصفقة تهدف أيضًا إلى “إدخال مساعدات إنسانية”.

وأردف: “في نهاية المطاف، سنحقق جميع أهدافنا: إطلاق سراح الأسرى، تدمير حماس بالكامل، وضمان أن غزة لن تعود تهديدًا على إسرائيل. كما أن حماس ستنتهي مثلما انتهت بقايا وحدات 'SS’ النازية في ألمانيا”، على حد زعمه.

وعن التهديد الإيراني، قال نتنياهو إن طهران “سارعت إلى تحويل اليورانيوم المخصب إلى سلاح بعد سقوط حزب الله”، وادعى أن “إيران تمتلك القدرة على إنتاج قنبلة خلال عام، وهي ستستخدمها فعلًا، خلافًا لباقي القوى النووية”. وشرح قائلًا: “اليورانيوم المخصب يشبه البارود، لكنهم بحاجة إلى الرصاصة وآلية الإطلاق، وهذا ما يسمى تحويل المادة إلى سلاح’”.

وفي سياق متصل، استعاد نتنياهو ما دار بينه وبين ترامب خلال لقاء جمعهما في “مار-إيه-لاغو”، حيث قال له ترامب: “علينا التأكد من أن هؤلاء (الإيرانيين) لا يمتلكون سلاحًا نوويًا لأنهم سيستخدمونه”. وأكد نتنياهو أن ترامب “ما يزال متمسكًا بهذه الرؤية، لأنه يرى أن إيران لا تمثل تهديدًا لإسرائيل فقط، بل للولايات المتحدة أيضًا، فهي تطور صواريخ قادرة على الوصول إلى مدن أمريكية مثل واشنطن ونيويورك وميامي”.

واختتم نتنياهو بالحديث عن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار مع إيران، مشددًا: “إلا إذا حصلنا على صفقة استثنائية – بلا تخصيب نووي، ولا صواريخ باليستية تتجاوز 480 كم، ولا محور شر – فلا جدوى من التفاوض. إذا لم يوافق النظام الإيراني على ذلك، فليُترك ينهار من الداخل. النظام هناك في أزمة عميقة”.