الحدث الإسرائيلي
في أعقاب مقتل خمسة جنود من جيش الاحتلال الليلة الماضية شمال قطاع غزة، تصاعدت التوترات داخل الساحة السياسية الإسرائيلية بين دعوات لتكثيف العمليات العسكرية وفرض حصار خانق على غزة، وبين أصوات تنادي بوقف الحرب والتوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.
بحسب القناة 12 العبرية، دعا وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير رئيس حكومة الاحتلال إلى استدعاء الوفد الإسرائيلي المشارك في مفاوضات الدوحة فورًا، معلنًا رفضه “التفاوض مع قتلة جنودنا”، كما قال. وأضاف: “يجب سحقهم حتى النهاية، تجويعهم حتى الموت، وعدم إنعاشهم بالأوكسجين الذي توفره لهم المساعدات الإنسانية”.
وأكد بن غفير أن “المفاتيح لتحقيق نصر كامل” تتلخص في “فرض حصار شامل، وسحق عسكري، وتشجيع الهجرة، والاستيطان”. وختم بالقول إن أي صفقة “متهورة” قد تطلق آلاف الأسرى الفلسطينيين، وتنسحب من مناطق تم احتلالها بدماء الجنود، هي خيانة لهذه التضحيات.
في السياق ذاته، طالب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بوقف إدخال المساعدات إلى غزة، مهاجمًا من وصفهم بـ”المنهارين معنويًا” الذين يدعون لوقف الحرب: “الاستسلام الآن يعني المزيد من الدماء في جولات قادمة ستكون حتمية”، وقال إن على الحكومة “محاصرة مناطق القتال واستنزاف العدو” قبل الاشتباك المباشر. كما شدد على أن المناطق التي احتلها الجيش يجب ألا تُترك تحت أي ظرف، حتى في إطار صفقة تبادل.
وبحسب القناة 12 العبرية، انضم عضو الكنيست عن الليكود، عمّيت هليفي، إلى الأصوات المطالبة بوقف إدخال المساعدات، مهاجمًا بشدة قيادة الجيش: “من يقود جيشًا يدخل مقاتليه إلى مناطق حضرية بعد أن زوّد مقاتلي العدو بالماء والغذاء والوقود، لا يستحق أن يكون قائدًا لأي جيش”. واقترح فرض حصار شامل على بلدة بيت حانون وتدمير مصادر الحياة فيها من الخارج، بدلًا من إرسال الجنود إلى “الأنفاق والأزقة”.
وفي المقابل، عبّر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد عن موقف مختلف، وقال: “من أجل الجنود، ومن أجل عائلاتهم، ومن أجل الأسرى، ومن أجل إسرائيل يجب إنهاء هذه الحرب”. كما دعا عضو الكنيست غلعاد كريف إلى إنهاء المعركة في غزة فورًا.
ومن جهته، اعتبر رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان أن الحكومة الحالية تمثل خطرًا حقيقيًا على أمن “إسرائيل”، قائلاً: “حكومة السابع من أكتوبر تموّل حماس بأموال الجمهور عبر شاحنات المساعدات، ثم ترسل أبناءنا ليقاتلوا مقاتلين أقوياء ومجهزين”
وردًا على تصريحات بن غفير وسموتريتش، اتهم رئيس حزب “الديمقراطيين” يائير غولان الوزيرين بأنهما “يرقصان على الدماء” بعد مقتل الجنود، وقال: “لا يسعون إلا لمزيد من الموت والدماء من أجل أحلام سلطوية مشيحانية”، وأضاف: “هؤلاء ليسوا صهاينة ولا حتى يهودًا. يجب إنهاء الحرب، وإعادة جميع الأسرى، وإنقاذ إسرائيل”.
ورد بن غفير مهاجمًا: “يائير غولان، الذي ادعى أن دولة عاقلة لا تقتل الأطفال كهواية، يتهمني بأني أرقص على الدم. عار عليك، دم جنودنا الذين شتمتهم لم يجف بعد”.
وفي تعليق آخر، صرّحت عضو الكنيست ميراف ميخائيلي قائلة: “القلب ينكسر والدم يغلي على فقدان خمسة جنود آخرين. شباب خرجوا لخدمة الدولة والدفاع عنها، وواجبنا أن نحافظ عليهم. يجب أن تنتهي الحرب في غزة من خلال صفقة فورية لإطلاق سراح الأسرى”.