الحدث الإسرائيلي
ذكرت القناة 12 العبرية أن جهود التفاوض سجلت تقدماً في مساعي التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار. وأشارت القناة إلى أن حركة حماس يتوقع أن تسلم ردها على المقترح الجديد، الذي صاغته الوساطة القطرية-الأميركية وأقرته حكومة الاحتلال. وفي حال وافقت الحركة على المقترح، ستتوجه بعثة إسرائيلية إلى الدوحة في أقرب وقت لاستكمال المباحثات النهائية وتثبيت تفاصيل الاتفاق.
وبيّنت القناة أن المقترح الجديد يختلف عن الصيغة الأميركية التي طُرحت قبل نحو شهرين، إذ ينص على إطلاق سراح عشرة أسرى أحياء على مراحل خلال فترة تهدئة تمتد ستين يوماً، بدلاً من الإفراج عن جميع الأسرى الأحياء في غضون الأيام السبعة الأولى للتهدئة. كما وافقت إسرائيل على تقديم ضمانة لحماس بأن المفاوضات ستستمر حتى بعد انقضاء الستين يوماً إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب، على أن يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب التزامه الشخصي بهذه الضمانات أمام حماس.
وتتضمن تفاصيل الصفقة المطروحة: إطلاق سراح نحو نصف الأسرى الأحياء: عشرة أسرى أحياء، إلى جانب تسليم جثامين 18 أسيراً، تهدئة مؤقتة لمدة 60 يوماً، إطلاق سراح ثمانية أسرى أحياء في اليوم الأول للتهدئة، وأسيرين إضافيين في اليوم الخمسين، تسليم جثامين القتلى الأسرى على ثلاث مراحل لاحقة، إطلاق سراح أسرى فلسطينيين بينهم شخصيات بارزة رفضت إسرائيل الإفراج عنها في السابق، زيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة، دون تحديد عدد الشاحنات وفي حال الاتفاق على شروط إنهاء الحرب خلال التهدئة، سيتم إطلاق سراح عشرة أسرى أحياء إضافيين وتسليم جثامين 12 آخرين.
وأكدت القناة أن واشنطن تسعى لتحقيق اختراق في هذا الملف، أو على الأقل إعلان تقدم ملموس، بالتزامن مع زيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى العاصمة الأميركية الأسبوع المقبل. وتعتبر هذه المساعي الطموحة ممكنة التحقيق بحسب تقديرات المشاركين في المفاوضات.
وأوضحت القناة أن المفاوضات ستشمل أيضاً بحث قائمة الأسرى الذين سيُفرج عنهم، وسط توقعات بأن تطالب حماس بالإفراج عن شخصيات بارزة رفضت إسرائيل إطلاق سراحها سابقاً. وتشير التقديرات إلى أن الفرق المختصة في الاحتلال الإسرائيلي، والتي تضم أطباء وضباط استخبارات، ستضع القائمة الأولية مع إعطاء أولوية للحالات المرضية والجرحى ذوي الإصابات البليغة.
وتبقى مسألة آلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة موضع خلاف، إذ تصر إسرائيل على الإبقاء على الآلية الحالية التي تديرها شركة أميركية، بينما تطالب حماس بالعودة إلى النظام السابق الذي كان يسمح بإدخال ما بين 400 و600 شاحنة يومياً، تمكنت الحركة سابقاً من الاستفادة من جزء كبير من حمولاتها.
ونقلت القناة عن قناة الشرق السعودية، أن الحركة ستقدم ردها للوسطاء قبل مساء الجمعة، وأنها راضية عن صياغة الضمانات التي تنص على عدم استئناف القتال طالما استمرت المفاوضات، مع التعهد بفتح مفاوضات خلال التهدئة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب تدريجي للاحتلال من قطاع غزة.
وأوضحت المصادر ذاتها أن الرئيس ترامب سيكون هو من يعلن عن الاتفاق في حال موافقة الطرفين عليه، وسيتولى بنفسه رعاية تنفيذ الاتفاق وضمان تطبيقه. وفي المقابل، أفاد مصدر آخر مقرب من حماس بأنه لا توجد تغييرات جوهرية في المقترح الجديد، وإنما مجرد تعديلات طفيفة على ما طرحه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف في السابق.