الحدث الإسرائيلي
كشفت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية أن دافيد زيني، المرشّح لتولي رئاسة جهاز الشاباك، بدأ فعليًا مزاولة مهام منصبه الجديد قبل صدور قرار التعيين الرسمي من حكومة الاحتلال، عبر تنفيذ جولات ميدانية في المناطق التي تُعد من أبرز بؤر العمل الأمني في المرحلة المقبلة.
ووفقًا للصحيفة، أجرى زيني خلال الأسبوعين الماضيين زيارات ميدانية إلى شمال فلسطين المحتلة، التقى خلالها بضباط وجنود في جيش الاحتلال، كما شملت جولاته منطقة قطاع غزة. وخلال إحدى الزيارات، اجتمع بقيادة لواء “ألكسندروني”، الذي ينتشر حاليًا داخل الأراضي السورية المحتلة.
لكن التطور الأبرز، كما أفادت الصحيفة، تمثّل في دخول زيني بشكل سرّي إلى عمق الأراضي السورية، برفقة قوات خاصة من جيش الاحتلال، وصولًا إلى مناطق تقع في محيط العاصمة دمشق، ولا تُصنّف ضمن المناطق التي يعترف الاحتلال باحتلالها رسميًا، ما يُشير إلى اتساع رقعة التوغل الإسرائيلي وتجاوز الخطوط الحمراء الإقليمية.
ومن المنتظر أن تنشر الصحيفة نهاية الأسبوع تقريرًا موسّعًا في ملحقها “إسرائيل هذا الأسبوع”، يتضمن توثيقًا لمرافقة طاقمها للوحدات الخاصة العاملة على ما وصفته بـ”الحدود الجديدة بحكم الأمر الواقع”، وتحديدًا في منطقة تبعد نحو 20 كيلومترًا فقط عن دمشق.
ونقلت الصحيفة عن جنود الاحتلال المشاركين في هذه المهام السرّية، أن بعض العمليات التي جرت هناك تُكشف للمرة الأولى. وتُبرز التقارير الميدانية وصف الاحتلال لمنطقة جبل الشيخ بأنها “عين الدولة”، رغم اعترافه بأن ما يسيطر عليه فعليًا لا يمثل سوى جزء محدود من سلسلة جبلية شاسعة كانت تخضع للسيادة السورية على مدار عقود.
كما تؤكد الصحيفة أن الدوائر الأمنية والعسكرية في كيان الاحتلال تتعامل مع الوجود العسكري في هذه المنطقة بوصفه “ضرورة استراتيجية”، رغم التصريحات الرسمية التي تصفه بـ”المؤقت”. لكن وتيرة التحركات على الأرض، بحسب التقرير، تشير إلى مشروع متكامل لترسيخ السيطرة عبر البنى التحتية والانتشار العسكري المكثف.
وتُظهر الصور المصاحبة للتقرير قيام جرافات عسكرية تابعة لجيش الاحتلال، تحمل أعلام “إسرائيل”، بتسوية منحدرات جبل الشيخ وفتح طرق عسكرية استعدادًا لفصل الشتاء. ورغم أن الجولة جرت في نهاية أيار/مايو، بقيت آثار الثلوج تغطي أجزاء من الجبل، في مشهد يُستغل عسكريًا لتبرير استمرار التمركز في تلك المناطق.
وفي شهادة تعبّر عن منطق السيطرة والتمدد، نقلت الصحيفة عن قائد الوحدة المشاركة، النقيب (احتياط) “ت”، قوله: “نحن نصنع التاريخ هنا. قبل أشهر فقط، كان الوجود العسكري على بُعد 20 كيلومترًا من دمشق يبدو مستحيلًا. هذه المنطقة حيوية لأمن إسرائيل، ومركباتنا كانت في صلب عملية السيطرة على الجبل. في كل مرة أدخلها، أشعر بهيبة الإنجاز”.
تأتي هذه التحركات في ظل تصاعد التوتر على الجبهة الشمالية، وتنامي مؤشرات الانفجار الإقليمي، وسط تساؤلات جدية حول طبيعة الدور الذي سيلعبه زيني على رأس جهاز الشاباك، خاصة في ظل ميله نحو العمل الميداني وتبنيه عقيدة أمنية هجومية تتقاطع مع توجهات حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة.