آخر الأخبار

تحقيق يكشف: الوضع القائم في المسجد الأقصى لم يعد قائما

شارك

ترجمة الحدث

أعدت صحيفة يديعوت أحرونوت تحقيقا كشفت فيه أنه رغم التعليمات الشكلية لشرطة الاحتلال التي تمنع "أي ممارسة دينية" لليهود في المسجد الأقصى، تكشف المشاهد اليومية على الأرض عن واقع مختلف كلياً. فبحسب تقارير ميدانية من داخل المسجد، يُسمح لليهود بالصلاة علناً، الركوع والتلاوة بصوت مسموع، بل وإقامة صلوات جماعية في زوايا داخل الأقصى، بينما يراقب عناصر الشرطة من بعيد دون تدخل. ويصف مدير "يشيفات هار هبيت" (مدرسة دينية يهودية)، مردخاي يورافيتسكي، هذا التباين قائلاً: "ما يُكتب في التعليمات شيء، وما يحدث على الأرض شيء آخر تماماً".

طلاب المدرسة، ومعهم أعضاء "كلية درشات تسيون"، يقتحمون الأقصى بشكل يومي تقريباً، باستثناء أيام الجمعة والسبت والأعياد الإسلامية وشهر رمضان. وتُظهر تصريحات عدد من اليهود المسؤولين عن الاقتحامات أن الاقتحام المتكرر للأقصى بات في نظرهم ليس فقط ممارسة دينية، بل أيضاً فعل سيادي وسياسي بامتياز.

أحد المشاركين الدائمين في الاقتحامات، أهرون متلون (37 عامًا) من مستوطنة كريات أربع، يرى أن ما يجري يتجاوز الشعائر، بل يلامس جوهر الهوية اليهودية. يقول: "حتى لو وُصفنا بالمتطرفين أو أتباع بن غفير، فالتاريخ أثبت أن من وُصفوا بالمجانين هم من غيّروا الواقع. المقاتلون في الماضي، الذين أسسوا إسرائيل، واجهوا نفس الاتهامات". ويضيف: "كل مرة نقتحم فيها الأقصى، نشعر أننا نحقق شيئاً من ذاتنا".

"الواقع تغيّر" رغم نفي نتنياهو

منذ عقود، حكم العلاقة بين المسلمين واليهود في الأقصى بما يُعرف بـ"الوضع القائم" الذي يمنع الصلاة اليهودية داخل الأقصى. لكن على الأرض، بات هذا الوضع منتهكاً بشكل منهجي. ورغم تأكيدات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو المتكررة أن "الوضع القائم لن يتغير"، إلا أن الصلوات اليهودية اليوم باتت تُقام حتى في المنطقة الغربية من الأقصى، وهي منطقة أكثر مركزية ويعبر منها المسلمون أيضاً.

أحد أبرز المتغيرات جاءت مع صعود إيتمار بن غفير إلى وزارة الأمن القومي، حيث أعلن صراحة أنه يسمح لليهود بالصلاة في الأقصى، بل وشارك بنفسه في اقتحام يوم التاسع من آب العبري، وأمر الشرطة بالسماح بالسجود الملحمي. يقول الحاخام إليشاع وولفسون، رئيس "يشيفات هار هبيت": "قبل سنوات كنا نخشى حتى الهمس أثناء الصلاة، واليوم نغني ونتعبد وننحني بحرية".

تظل مسألة اقتحام الأقصى محل خلاف كبير داخل المؤسسة الدينية اليهودية. فرغم أن الغالبية من الحاخامات تحظر ذلك استنادًا إلى قدسية المكان، إلا أن تيارات من الصهيونية الدينية – أبرزهم أتباع الحاخام شلومو غورين – تُجيز الاقتحام ضمن شروط محددة، من بينها عدم الدخول إلى المناطق التي يُزعم أنها الموقع المحدد للهيكل" المزعوم.

بالنسبة لمتلون، فإن الاقتحام ليس نهاية الطريق، بل خطوة نحو استعادة "العبادة الأصلية" من خلال بناء "الهيكل الثالث واستئناف تقديم القرابين". يقول: "هذه وصايا إلهية ثابتة". وتُظهر تصريحات مشابهة من نشطاء آخرين مثل يوآف سلومون – الذي خدم مؤخراً في الاحتياط في جيش الاحتلال– اعتقادًا أن "بناء الهيكل" سيكون مصدرًا لنهاية الصراع.

المفارقة أن ما يقارب نصف طلاب "يشيفات هار هبيت" هم من الحريديم – رغم أن الحاخامية الأرثوذكسية تعتبر الصعود محرماً. أحدهم، يُدعى حاييم (38 عامًا)، يقول إنه خالف تيار نشأ فيه بعد دراسة معمقة. "من المحزن أن يُقال إننا 'نتحدى الأمم'، بينما نصوصنا لا تحرّم ذلك. في الواقع، من يعتدي علينا هم الآخرون".

ينتقد حاييم اختزال القداسة في حائط البراق، قائلاً: "لم نحلم لألفي عام بالوصول إلى الحائط، بل إلى ما خلفه. الشعور عند الوقوف أمام الحائط هو أننا مقيدون، وأن الحرية تكمن فيما وراءه".

ويقول الحاخام وولفسون بوضوح: "نحن في حرب. قوة العدو ليست في عدته، بل في تمسكه بهذا المكان. عندما يُفهم أن كل الأقصى لنا وحدنا، سيتحقق الخير للبشرية جمعاء". بينما يرى إيليحنان أن قرار موشيه ديان عام 1967 بتسليم الأقصى للوقف الإسلامي كان "خسارة تاريخية لا تُغتفر"، مؤكداً أن "الفرصة ربما كانت متاحة حينها لإعادة الأمور إلى نصابها الديني".

الحدث المصدر: الحدث
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا