من صقلية إلى غزة: “أسطول الحرية” يبحر مجددًا لكسر الحصار

مصدر الصورة

متابعة الحدث

بعد أسابيع قليلة من استهداف سفينة “الضمير” بطائرات مسيّرة قبالة سواحل مالطا، يتأهب نشطاء “أسطول الحرية” اليوم الأحد للانطلاق مجددًا نحو قطاع غزة، في محاولة جديدة لكسر الحصار الإسرائيلي البحري المفروض على القطاع منذ أكثر من 17 عامًا. الرحلة الجديدة تنطلق من جزيرة صقلية الإيطالية، وهذه المرة على متن السفينة “مادلين”، في تحرّك رمزي وإنساني يُصر منظموه على تكراره رغم ما وصفوه بـ”التهديدات الصريحة والضمنية” التي تلاحقهم.

السفينة الجديدة تحمل معها مزيجًا لافتًا من النشطاء والرموز الدولية. فمن المتوقع أن تشارك فيها الناشطة السويدية الشهيرة غريتا ثونبرغ، التي باتت من أبرز الوجوه الداعمة للقضية الفلسطينية في أوروبا، والممثل الإيرلندي ليام كونينغهام، المعروف بدوره في مسلسل “صراع العروش”، إضافة إلى عضوة البرلمان الأوروبي ريما حسن، التي تُعد من الأصوات الأوروبية الأكثر انتقادًا لـ”إسرائيل”، وكانت السلطات الإسرائيلية قد منعتها سابقًا من دخول الأراضي الفلسطينية المحتلة.

المشاركون في الرحلة أكدوا، في تصريحات نُشرت عشية الانطلاق، أن الهدف ليس فقط إنسانيًا، بل سياسي وأخلاقي أيضًا. وقالت ثونبرغ: “نحن نشهد عملية تجويع منهجية تستهدف أكثر من مليوني إنسان، ومن واجبنا الأخلاقي أن نقف إلى جانبهم”. فيما أطلق كونينغهام تصريحات شديدة اللهجة قائلاً: “الأسوأ من مرتكبي الجرائم هم أولئك الذين يعرفون ويسكتون. هذه إبادة جماعية، وأنتم تعرفون وتلزمون الصمت”.

رحلة اليوم ليست الأولى هذا العام؛ فقد سبق أن حاول النشطاء الإبحار نحو غزة في الشهر الماضي انطلاقًا من تونس، على متن السفينة “الضمير”. إلا أن الرحلة تعرقلت بعد تعرض السفينة لهجوم بطائرات مسيّرة أثناء وجودها في المياه الدولية، ما ألحق أضرارًا بمنظومة الكهرباء وأجبر الطاقم على وقف الإبحار. المنظمون حمّلوا “إسرائيل” مسؤولية الاعتداء رغم غياب إعلان رسمي أو أدلة قاطعة، فيما اكتفت سلطات الاحتلال برفض التعليق، من دون أن تنفي تورطها.

الحادثة أثارت جدلًا واسعًا، خاصة بعد نشر لقطات تُظهر النيران تشتعل في مقدمة السفينة، ودوي انفجارات قيل إنها ناجمة عن ذخائر أُطلقت من الجو. السلطات المالطية أعلنت عن فتح تحقيق رسمي في الحادث، لكنها لم تُصدر حتى الآن نتائج التحقيق، وسط تقارير تحدثت عن احتمال دخول طائرة عسكرية إسرائيلية المجال الجوي المالطي قبل وقوع الهجوم بساعات.