آخر الأخبار

تحقيق إسرائيلي يكشف إخفاقًا ذريعًا في "كيسوفيم": المقاومة سيطرت لخمسة أيام

شارك

ترجمة الحدث

كشف تحقيق داخلي لجيش الاحتلال، نُشر اليوم الأربعاء بعد عرضه على عائلات القتلى، عن سلسلة من الإخفاقات التكتيكية التي وقعت صباح 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، حين تسللت مجموعة قوامها نحو 150 مقاومًا من قطاع غزة إلى محيط مستوطنة كيسوفيم والموقع العسكري القريب منها. وبحسب نتائج التحقيق، فإن هذا التسلل أدى إلى مقتل 17 شخصا بينهم مستوطنون وستة عمال أجانب وأحد أفراد "قوة الطوارئ المحلية" بالإضافة إلى مقتل 28 جنديًا من قوات الاحتلال.

التحقيق الذي قاده العقيد طال الكوبي، وتمت المصادقة عليه من قبل قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال حينها، اللواء يارون فينكلمان، وصف ما حدث بأنه "إخفاق قاسٍ في حماية المستوطنة وسكانها".

بحسب الرواية العسكرية، تمكن نحو 150 من عناصر "قوة النُخبة النُخبة" التابعة لكتائب القسام من تنفيذ عمليات قتل وأسر، حيث استشهد حوالي 25 منهم داخل الموقع العسكري، و30 في المستوطنة، فيما استشهد نحو 50 في المنطقة المحيطة، وانسحب الباقون إلى غزة. التحقيق اعتمد على مقابلات ميدانية، تسجيلات اتصال، لقطات من كاميرات المراقبة، وإعادة تمثيل للوقائع، مع اعتراف بإمكانية وجود ثغرات في الرواية.

في تمام الساعة 6:29 صباحًا، بدأ الهجوم بوابل من الصواريخ شل حركة قوات الاحتلال داخل الموقع العسكري وأجبرها على الاحتماء. واستغل المقاومون حالة الفوضى، واقتحموا السياج الحدودي من عدة محاور مستخدمين مركبات ودراجات نارية، وبعضهم ارتدى بزات عسكرية لجيش الاحتلال.

التحقيق يشير إلى أن السيطرة على الموقع العسكري لم تُستعد إلا بعد وصول قوة تعزيز من وحدة "إيغوز" التابعة لقوات النخبة، والتي وصلت الساعة 13:45. ومع ذلك، استمرت المواجهات حتى ساعات المساء، وخسر الاحتلال أربعة من جنوده أثناء محاولة اقتحام أحد المباني، فيما تم إخلاء الجنود والمستوطنين نحو الساعة العاشرة ليلًا.

في محيط المستوطنة ذاتها، بدأت المواجهات بعد تسع دقائق فقط من بداية الهجوم، حيث أمر قائد إحدى الكتائب قواته بالتحرك نحو كيسوفيم. في الوقت ذاته، استنفر مسؤول الأمن في المستوطنة "قوة الطوارئ"، التي اشتبكت مع المقاومين عند المدخلين الشمالي والجنوبي.

سكان المستوطنة تعرّضوا للهجوم المباشر، إذ جرت محاولة لاختطاف مسؤول الأمن، وتم اقتحام عدة منازل. عمليات المقاومة استمرت رغم تدخل تعزيزات من وحدات عسكرية مختلفة، حيث تكبد الاحتلال خسائر بشرية كبيرة في كمائن نُصبت له داخل الشوارع وأمام المنازل.

في اليوم التالي، وعند الساعة 1:30 فجرًا، وقع اشتباك بين مقاومين وقوة من لواء 9 داخل منزل لعائلة "غودو"، مما أدى إلى مقتل أحد المستوطنين نتيجة إطلاق النار عليه من قِبل الاحتلال ظنًا أنه مقاوم.

الهجمات استمرت حتى 9 تشرين الأول، حين قُتل مدير مزرعة المواشي في المستوطنة على يد مقاومين كانوا يتحصنون فيها، إلى أن جرى استهدافهم بطائرة مروحية ودبابة. وتم الإعلان عن السيطرة على المستوطنة في 12 تشرين الأول.

أكد التحقيق أن جيش الاحتلال لم يكن مستعدًا لمثل هذا السيناريو، حيث اعتمد على تقديرات خاطئة ولم يُجْرِ تدريبات أو تحضيرات للتعامل مع هجوم متعدد الجبهات بهذا الحجم. وتَبيّن أن نسبة المقاومين إلى المستوطنين المسلحين كانت بواقع 30 إلى 1، فيما لم يكن لدى جنود الاحتلال خطة موحدة أو تدريب مسبق على التعامل مع سيناريو كهذا.

في بيان أصدره مستوطنو كيسوفيم، عبّروا عن غضبهم إزاء ما وصفوه بـ"تقصير الدولة"، مؤكدين أن "الدولة، لا الجيش، هي من فشلت في حماية المستوطنة".

وأضاف البيان: "كما تحمّل جيش الاحتلال مسؤوليته عن الإخفاقات، فإننا نطالب الحكومة ورئيسها بتحمّل المسؤولية السياسية والأمنية عن هذه الكارثة، وعلى رأس أولوياتها استعادة جميع الأسرى". واختتم البيان بالتأكيد على أن العودة إلى المستوطنة مرهونة بتنفيذ كافة الإجراءات الأمنية التي وعدت بها الدولة.

الحدث المصدر: الحدث
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا