ترجمة الحدث
أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت، أن جهات رسمية إسرائيلية تعتقد أن “تسونامي” الضغوط الدولية المرتبط بالمساعدات لغزة سيتراجع تدريجياً مع بدء نشاط الصندوق الإنساني الأميركي لتوزيع المواد الغذائية. ووفقاً للمصادر، فإن الطرود الغذائية ستوزَّع عبر موظفين ذوي خبرة ميدانية يعملون لصالح الصندوق الأميركي، وقد وصلوا بالفعل إلى إسرائيل، دون تدخل من جيش الاحتلال الإسرائيلي. ونُقل عن مصادر مطلعة قولها: “هذا من شأنه أن يخفف من الضغط الدولي”.
وفي متابعة من يديعوت أحرونوت، أشير إلى أن الطرود المخصصة للأسر في غزة يُفترض أن تكفي لمدة أسبوع. وحتى الآن، لم يُكشف عن مواقع مراكز التوزيع، غير أن توسيع العملية العسكرية “مركبات جدعون” سيتزامن مع افتتاح مراكز توزيع إضافية.
أما السؤال المحوري الذي شغل الأوساط السياسية في الساعات الأخيرة، وفقًا لـيديعوت أحرونوت، فهو كيف ستتصرف الولايات المتحدة إذا طُرحت مسألة وقف الحرب في مجلس الأمن الدولي. هل ستلجأ واشنطن إلى استخدام حق النقض “الفيتو” كما فعلت في السابق؟ مصادر إسرائيلية أكدت أنه لا يوجد قلق من احتمال امتناع أميركا عن استخدام الفيتو ضد قرار كهذا، خاصة أن قرارات مجلس الأمن ملزِمة بخلاف قرارات الجمعية العامة.
وشددت المصادر ذاتها على وجود تنسيق وثيق مع الإدارة الأميركية رغم تقارير تفيد بأن ترامب “بدأ يفقد صبره” أو “يشعر بالإحباط” أو يهدد بـ”التخلي” عن إسرائيل، وهي تقارير نفتها إدارة ترامب علنًا.
وذكرت يديعوت أحرونوت أيضاً أن الولايات المتحدة لا تزال تواصل جهود الوساطة خلف الكواليس، في محاولة للتوصل إلى صفقة تؤدي إلى تحرير المزيد من الأسرى. في المقابل، يخشى الإسرائيليون أن توسعة العملية البرية قد تدفع حماس إلى القبول بصفقة، لكن ذلك لن يحدث قبل مرور عدة أسابيع.
وفي السياق ذاته، دخلت اليوم عبر معبر كرم أبو سالم عدة شاحنات تحمل مساعدات إنسانية إلى غزة، ولكن ليس في إطار الصندوق الأميركي، بل وفق “الطريقة القديمة” التي لا تتيح لإسرائيل التأكد من أن حركة حماس لن تستولي على المساعدات. وبحسب يديعوت أحرونوت، فقد زعم الفلسطينيون ظهر اليوم أن أي شاحنة لم تصل فعليًا إلى داخل القطاع. وفي موازاة ذلك، تظاهر عدد من نشطاء حركة “أمر 9” الإسرائيلية قرب المعبر احتجاجًا على إدخال المساعدات.
وفي مداخلة له مع يديعوت أحرونوت، ال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، أورن مرمورشطاين، إن “الصورة معقدة. في نهاية اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لم يُتخذ قرار واضح”. وأضاف أن “الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، أصدرت بياناً اعتبرناه سيئًا وخاطئًا، لكنه استخدم مصطلحات دبلوماسية ناعمة، تتحدث عن إعادة النظر وليس التجميد، ما يعني أن أحداً لم يضغط على زر لإيقاف العلاقات مع إسرائيل”. وأوضح مرمورشطاين أن “من أصل 27 دولة، هناك بين 9 إلى 10 دول ما زالت تدعم إسرائيل، وهذا ليس بالأمر القليل”.
وفي إطار تعقيبه على موقف بريطانيا، قال مرمورشطاين، الذي شغل سابقًا منصب نائب السفير الإسرائيلي في لندن، إن بريطانيا لجأت إلى ما وصفه بـ”حيلة دعائية” حين أعلنت تجميد مفاوضات اتفاق التجارة مع إسرائيل، مؤكداً أن الاتفاق كان مجمداً بالفعل منذ فترة طويلة، وأن الإعلان لا يغيّر من الواقع شيئاً.
وأضاف، بحسب يديعوت أحرونوت: “أرادوا فقط صناعة عنوان إعلامي”. واستطرد قائلاً إن الصورة العامة ليست وردية، لكنها أيضاً ليست قاتمة كما يصورها البعض. وتابع: “عندما تصدر بريطانيا وكندا وفرنسا بيانات بلغة إشكالية، فإن الجهة الوحيدة التي تحتفي بذلك في اليوم التالي هي حماس”.
وختم بالقول: “إذا كان علينا أن نختار بين أن نكون مع أوروبا أو في صف واحد مع حماس، فنحن نختار ألا نكون هناك. المسافة بين غزة وسديروت أقصر من المسافة بين غزة وجادة الشانزليزيه، وما يُرى من هنا لا يُرى من هناك”.